Introduction to the Study of the Quran

Muhammad Abu Shahba d. 1403 AH
69

Introduction to the Study of the Quran

المدخل لدراسة القرآن الكريم

ناشر

مكتبه السنة

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

به إلى نبي من الأنبياء، فيثبته في قلبه، فيتكلم به ويكتبه وهو كلام الله، ومنه ما لا يتكلم به، ولا يكتبه لأحد، ولا يأمر بكتابته، ولكنه يحدث به الناس حديثا ويبين لهم أن الله أمره أن يبينه للناس ويبلغهم إياه. «وحي السنة»: أما وحي السنة فمنه ما يكون عن طريق أمين الوحي جبريل، وفي إطار الحالة الأولى، وهي الحالة الملائكية. وذلك كما في قصة يعلى بن أمية؛ روى البخاري في صحيحه بسنده عن يعلى قال: قلت لعمر- ﵁ أرني رسول الله ﷺ حين يوحى إليه، قال فبينما النبي في الجعرانة جاءه رجل فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة، وهو متضمخ بطيب، فسكت النبي ساعة، فجاءه الوحي، فأشار عمر- ﵁ إلى يعلى، وعلى رسول الله ﷺ ثوب قد أظلّ به، فأدخل رأسه، فإذا رسول الله ﷺ محمّر الوجه، وهو يغط، ثم سري عنه، فقال: «أين السائل عن العمرة» فأتي بالرجل. فقال: «اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات؛ وانزع عنك الجبة، واصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك». وبعضه في إطار الحالة الثانية كما في حديث جبريل، وبعضه بالمكالمة كما حدث ليلة الإسراء والمعراج، وبعضه بالإلهام والمنام، وبعضه بالقذف في القلب، وسواء أكانت السنة بوحي جلي أو خفي فلفظها من عند النبي ﷺ. ١٠ - حكم نزول القرآن منجما مفرقا لنزول القرآن الكريم على النبي ﷺ مفرقا حكم كثيرة، وأسرار عديدة نجملها فيما يأتي: الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النبي ﷺ وتطمين قلبه وخاطره وهي ما أشار إليها الحق- ﵎ في رده على المشركين أو اليهود حيث قال: كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا [سورة الفرقان: ٣٢]، وهذه الحكمة من أجلّ

1 / 70