التمهيد لشرح كتاب التوحيد

Saleh Al-Sheikh d. Unknown
54

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

ناشر

دار التوحيد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

اصناف

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ [التمهيد لشرح كتاب التوحيد] ثم بعد ذلك ساق حديث ابن مسعود فقال: (وعن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار» (١) . وجه الاستدلال منه: أنه قال: «من مات وهو يدعو من دون الله ندا» ودعوة الند من دون الله من الشرك الأكبر؛ لأن الدعاء عبادة، وهو من أعظم العبادات؛ فقد جاء في الحديث الصحيح: «الدعاء هو العبادة»، (٢) وفي معناه حديث أنس الذي في السنن، ولفظه «الدعاء مُخُّ العبادة» (٣) . فهو أعظم أنواع العبادة، فمن مات وهو يصرف هذه العبادة أو شيئا منها لند من الأنداد، فقد استوجب النار. وقوله: «دخل النار»: يعني كحال الكفار، فيكون خالدا فيها؛ لأن المسلم إذا وقع في الشرك الأكبر: فإنه يحبط عمله بذلك، ولو كان أصلح الصالحين، وقد قال - جل وعلا - لنبيه: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ - بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٥ - ٦٦] [الزمر: ٦٥ - ٦٦] فالله عظيم، والله أكبر، وخلقه كلهم محتاجون إليه، وعبيد له - سبحانه -، بمن فيهم أفضلهم: وهم الأنبياء والمرسلون، فلو فرض أنْ أشرك نبينا ﷺ لحبط عمله، ولكان في الآخرة من

(١) تقدم. (٢) أخرجه الترمذي (٥ / ٤٢٦) وأبو داود (١٤٧٩) وابن ماجه (٣٨٢٨) . (٣) أخرجه الترمذي (٥ / ٤٢٥) .

1 / 54