443

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

ایڈیٹر

سالم بن محمد القرني

ناشر

مكتبة العبيكان

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ

پبلشر کا مقام

الرياض

عِلْمٍ (٢٣) «١» ونحوها.
وتارة تضاف إلى العباد نحو فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا ... (٣٨) «٢»
جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) «٣» - هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦) «٤»؟
ونحوها. وهي من الطرفين كثيرة./ ففي هذا المقام انقسم المسلمون إلى ثلاث فرق، فرقة قالت بمقتضى القسم الأول، وألغت الثاني وهم الجبرية «٥»: زعموا أن الله موجد أفعال خلقه استقلالا والعباد في وقوعها على جوارحهم مضطرون إليها كاضطرار السعفة إلى الحركة في الريح العاصف وسلبوهم الاختيار.
وفرقة قالت: بمقتضى القسم الثاني وهم القدرية «٦» / زعموا أن العباد

(١) سورة الجاثية، آية: ٢٣.
(٢) سورة المائدة، آية: ٣٨.
(٣) سورة الواقعة، آية: ٢٤.
(٤) سورة المطففين، آية: ٣٦.
(٥) الجبرية: هم الذين يسندون فعل العبد إلى الله ويقولون إن العبد مجبور على فعله وهم صنفان:
الجبرية الخالصة: وهي التي لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل أصلا. كجهم بن صفوان وأصحابه. والجبرية المتوسطة: وهم الذين يثبتون للعبد قدرة ولكنها غير مؤثرة وتنسب الفعل إليه على جهة الكسب والمباشرة كالأشعرية.
[انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٦٨، مجموعة فتاوى ابن تيمية ٨/ ١١٨، ١٣/ ٣٧].
(٦) هم الذين قالوا بأن لا قدر وأول من قال ذلك: معبد الجهني المتوفى سنة ٨٠ هـ: فهو الذي قال:
" لا قدر والأمر أنف" أي مستأنف لم يسبقه قدر. ثم تبعهم في ذلك المعتزلة أتباع واصل بن عطاء وغيرهم من الجهيمة.
[انظر منهاج السنة ١/ ٣٦٢، ومجموع فتاوى ابن تيمية ١٣/ ٣٦ - ٣٧].

1 / 457