الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

نجم الدین طوفی d. 716 AH
154

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

تحقیق کنندہ

سالم بن محمد القرني

ناشر

مكتبة العبيكان

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ

پبلشر کا مقام

الرياض

والذي يظهر لي- والله أعلم- أن النصراني من بلاد الغرب الأقصى، أو من بلاد الأندلس، لأنه نقل كثيرا عن تفسير ابن عطية الأندلسي «١» ﵀ كما نقل عن كتب موسى بن عبيد الله «٢» الفيلسوف المرتد عن الإسلام، وهو ممن عاش في الأندلس، ثم انتقل في آخر حياته إلى مصر. وهذا أيضا يدلنا على أن هذا النصراني قد ألف كتابه الذي رد عليه الطوفي في القرن السابع، أو أول القرن الثامن، وهو وقت طغيان الفكر الصليبي النصراني على العالم الإسلامي كما رأينا عند الحديث عن الحالة السياسية في عصر الطوفي. وقد تكون لبعض الناس محبة في الجدل والمناظرة، ولو على حساب الدين، والحق، فيطلب ذلك في مجالسه، كما هو حال بعض أهل الكلام المذموم.

(١) أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية المغربي الغرناطي المالكي، الحافظ القاضي بمدينة المرية بالأندلس، ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة من الهجرة، ونشأ في بيت علم وفضل فأبوه إمام وحافظ، وعالم جليل، وأبو محمد عارف بالأحكام. قال أبو حيان:" أجل من صنف في التفسير، وأفضل من تعرض فيه للتنقيح والتحرير" اهـ. كما أنه عالم في الحديث والنحو والأدب نثرا ونظما. مات- ﵀ بالرقة بالأندلس سنة ست وأربعين وخمسمائة من الهجرة. [انظر الديباج المذهب ٢/ ٥٧، ومقدمة تحقيق تفسيره]. (٢) موسى بن عبيد الله، وقيل ابن عبد الله، والأشهر ابن ميمون بن يوسف بن إسحاق أبو عمران القرطبي الفيلسوف اليهودي الملحد، ولد سنة ٥٢٩ هـ، وتعلم في قرطبة، وتنقل مع أبيه في مدن الأندلس، وتظاهر بالإسلام، وقيل: أكره عليه، وحفظ القرآن وتفقه على المالكية، ودخل مصر فعاد إلى يهوديته، وكان فيها رئيسا روحيا لليهود، وله تصانيف كثيرة في الطب والفلسفة بالعربية والعبرية منها دلالة الحائرين كما سيأتي. وغيره كثير توفي سنة ٦٠١ هـ ودفن بطبرية من أرض فلسطين (انظر الأعلام ٧/ ٣٢٩ - ٣٣٠، ومعجم المؤلفين ١٣/ ٤١).

1 / 165