خاطبها صائحا: «لماذا تمشين هكذا كحيوان بري؟» ثم أردف: «تعالي واجلسي بجواري واهدئي.»
رمقته بنظرة لم يرها من قبل في عينيها؛ نظرة تنم عن جنون وكره.
وقالت له: «أنا أمشي كحيوان بري لأني حيوان بري بالفعل. تحدثت منذ قليل عن كرهك لي، لكنك رجل، وكراهيتك لا تضارع كراهيتي. رغم سوء حالك وشدة رغبتك في كسر الرابطة التي تجمعنا، ثمة أشياء أعرف أنك لا تزال تربأ عنها. أعرف أن فكرة القتل لم تخالجك، لكنها خالجتني. سأريك يا جون بودمان إلى أي حد أكرهك.»
قبض الرجل على الحجر الذي كان بجواره متوترا، وجفل على نحو ينم عن شعوره بالذنب عندما ذكرت القتل.
مضت تقول: «نعم، لقد أخبرت كل أصدقائي في إنجلترا أنني أعتقد أنك تنوي قتلي في سويسرا.»
صاح: «يا إلهي!» ثم أضاف: «كيف أمكنك قول شيء كهذا؟» «أقول لك ذلك لأريك إلى أي حد أكرهك، وما أنا على استعداد لفعله في سبيل الانتقام منك. لقد أبلغت القائمين على الفندق بمخاوفي، وعندما غادرنا تبعنا اثنان منهم. حاول صاحب الفندق إثنائي عن مرافقتك. ولن يلبث الرجلان أن يصلا إلى حيث يمكنهما رؤية بقعة أوتلوك هذه بعد لحظات قليلة. أخبرهما، إن اعتقدت أنهما سيصدقانك، أن الأمر كان مجرد حادث.»
طفقت المرأة المجنونة تمزق من مقدمة فستانها بعض الشرائط التزيينية وتبعثرها في المكان. وهب بودمان واقفا على قدميه وهو يصيح: «ماذا تفعلين؟» وقبل أن يتحرك نحوها تسلقت الجدار وتدلت منه ثم قفزت إلى الهاوية مطلقة صيحة حادة.
وبعد لحظة ظهر رجلان بسرعة من جانب الصخر، فوجدا السيد بودمان واقفا وحده. ورغم ارتباكه أدرك أنه حتى لو قال الحقيقة ما كان سيصدقه أحد.
من القاتل؟
لم تكن السيدة جون فوردر تتوقع أي شر. عندما سمعت ساعة الردهة تدق معلنة تمام التاسعة، كانت تغني بابتهاج وهي تتجول في أنحاء المنزل لتقوم بواجباتها الصباحية، ولم تتخيل أن الساعة التي دخلت للتو ستكون أكثر ساعات حياتها شؤما، وأن كارثة مزلزلة ستصيبها قبل أن تدق الساعة مرة أخرى. كان زوجها الشاب يعمل في الحديقة كعادته كل صباح قبل أن يتوجه إلى مكتبه. توقعت أن يكون مستعدا للانطلاق إلى وسط المدينة في أي لحظة. سمعت قرقعة فتح البوابة الأمامية، وبعدها مباشرة سمعت بعض الكلمات الغاضبة. وساورها القلق، وهمت بتفقد ما يجري عبر الستائر المفتوحة للنافذة الناتئة الموجودة في مقدمة المنزل، عندما سمعت صوت إطلاق نار حادا من مسدس، فهرعت نحو الباب وقد انقبض قلبها بشدة. ولما فتحت الباب، رأت شيئين؛ أولا: زوجها ملقى على وجهه على العشب دون حراك، وقد انثنت ذراعه اليمنى تحته؛ وثانيا: رجلا يحاول فتح قفل البوابة الأمامية باضطراب شديد، ويحمل في يده مسدسا لم يزل الدخان ينبعث منه.
نامعلوم صفحہ