مسلمانوں کی دوبارہ بت پرستی کی طرف واپسی: اصلاح سے قبل تشخیص
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
اصناف
كانت اليهود تعتقد أن يثرب بلدها منذ قرون مضت، فإذ بها قد أصبحت مدينة رسول الله، وزاد النكاية في اختيار حامل هذه الرسالة للنضير، كان حليف النضير الأوسي «محمد بن مسلمة»، حتى تساءلت النضير عن حلفها مع الأوس وعقدها المتين قبل دخول الأوس في الإسلام، قائلة لمحمد بن مسلمة: «يا محمد ما كنا نرى أن يأتي بهذا رجل من الأوس ، فقال محمد: تغيرت القلوب» (البيهقي، الدلائل، ج3، ص360). أو بقوله في الطبري: «تغير القلوب، ومحا الإسلام العهود» (التاريخ، ج2، ص552). فكان ردهم محمولا إلى النبي مع محمد بن مسلمة: «إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك.» ويقول ابن كثير: «وحمى حيي بن أخطب (زعيم النضير)، وبعثوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أنهم لا يخرجون، ونابذوه بنقض العهود» (ج4، ص77). هذا بينما فهمت القبيلة اليهودية اليثربية الثالثة والأخيرة قريظة ما يحدث؛ فالتزمت بنود صحيفة المعاقل، وهو ما يقول ابن سعد في تقرير واضح: «واعتزلتهم قريظة فلم تعنهم» (نفس الموضع)، وأعلن زعيم قريظة «كعب بن أسد»: «لا ينقض العهد رجل من بني قريظة وأنا حي.» ويحكى أن رأسا من رءوس النضير هو سلام بن شكم قال لرفيقه حيي بن أخطب: «يا حيي اقبل هذا الذي قال محمد قبل أن تقبل ما هو شر منه، قال: وما هو شر منه؟ قال: أخذ الأموال وسبي الذرية وقتل المقاتلة، فأبى حيي وأرسل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إننا لا نريم دارنا فاصنع ما بدا لك، فكبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وكبر المسلمون معه وقال: حاربت يهود؛ أي أعلنت اليهود نقض الصحيفة بإعلانها الحرب على المسلمين.
وانتهى حصار النضير بأن «صالحوه على أن يحقن دماءهم وله الأموال والحلقة.» أي السلاح (الطبري، ج2، ص553)، ووافق النبي
صلى الله عليه وسلم ، وأمر بتهجيرهم وأعطى لكل ثلاثة منهم بعيرا واحدا يركبونه حتى لا يمكنهم حمل المتاع. لتختم الآيات الأحداث بقولها:
سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم * هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار * ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب (الحشر: 1-4).
لا شك سيطرح السؤال نفسه هنا حول قيمة الوفاء بالعهد؟ ومن الذي نقض العهد حقا؟ ومن أطاح بهذه القيمة؟ لا شك نحن كمسلمين نؤمن ونصدق خبر السماء الذي أنبأ نبينا بأن اليهود يهمون بقتله، ونحن لم نسمع خبر السماء، لكننا عن يقين كامل نصدقه لأن ناقله هو خير البرية الصادق الأمين، لكن غير المسلم سيقرأ الأحداث قراءة أخرى، خاصة أن قيمة الوفاء بالعهد قيمة إنسانية لا تخص المسلمين وحدهم، فهم لن يصدقوا خبر السماء مثلنا بعد أن ختم الله على قلوبهم أكنة ولم يفتح بصيرتهم، سيقرءون الوقائع كما سردتها أمهات كتبنا الإسلامية المعتمدة، وسيعلنون مع الصحابي محمد بن مسلمة: أن الإسلام يجب العهود، بمعنى أن الإسلام يجب غيره، والتسليم له والاعتقاد في سلامته وحده، يترتب عليه نقض كل ما يخالفه، وكم حفل تاريخنا ببطولات لم تقف عند حد نقض العهود بل تمزيق عهد الأسرة تمزيقا، يقتل فيها المسلم أخاه، بل وأباه، وكم يتغنى بمن كان مثل أبي عبيدة بن الجراح الذي دفعه إخلاصه لدينه إلى ذبح رحمه وعصبه، قتل أبيه، وقال له وهو يذبحه: «خذها في سبيل الله» (أحمد شلبي، السيرة العطرة، ط12، ج1، ص375- 377)، وهو ما أفصح عنه رد المسلمين على نداء النبي بعدم قتل عمه العباس إذا لقوه في بدر الكبرى، قال أبو حذيفة بن عتبة: «أنقتل آباءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه السيف» (ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج1، ص310).
نامعلوم صفحہ