مسلمانوں کی دوبارہ بت پرستی کی طرف واپسی: اصلاح سے قبل تشخیص
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
اصناف
رغم كل محاولاتي هنا التبسيط وولوج الأمر باليسير من العبارات، إلا أنني مضطر للاستعانة بالمتخصصين والتعامل مع هذا التخصص بالتبسيط والتيسير، تشرح لنا الدكتورة فوزية دياب معنى القيمة فتقول: «إنها تفصح عن أهمية حكم الآخرين تقديرا واستحسانا واستهجانا للشيء أو للسلوك، فهي عندئذ تعبر عن المرغوب فيه والمرغوب عنه في نظر المجتمع. ولفظ قيمة مصطلح علمي في دراسة الفلسفة والاقتصاد والفن وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم الأنثروبولوجيا (ولم تذكر الدين) ويرى بعض العلماء أن اصطلاح القيمة يرادف
useful
أو لائق
Expedient
وهناك من يقول إن القيم هي الأفكار الاعتقادية المتعلقة بفائدة كل شيء في المجتمع. وقد تكون الفائدة صحية جسمية، أو توقدا في الذكاء، أو نشوة ولذة، أو بسطة في الرزق، أو حسن السمعة، أو غير ذلك من المنافع الشخصية، وعلى كل حال فإن فكرة المنفعة أو الفائدة يجب أن نأخذها بكل تحفظ، فما من شيء يكون نافعا أو مفيدا لذاته، بل يكون كذلك لحاجة في نفس الشخص، تجعله يرى هنا النفع أو هذه الفائدة، فما هو غير نافع لشخص أو ضار قد يكون نافعا لغيره. والمثل يقول: مصائب قوم عند قوم فوائد» (ص25).
ما يمكن إضافته هنا التنبيه إلى أن هذا النفع قد يكون توهما وليس حقيقة، كالاعتقاد في فعل السحر أو أن أدعية تأتي بالمراد، أو أن التعاويذ تمنع غير المرغوب فيه، أو أن الصلاة تسقط المطر أو أن رجم إبليس له أية قيمة، خاصة أنه رغم طول مدة الرجم على مر العصور؛ فإنه بحسب أهل الدين لم يرتدع عن إغوائه للمؤمنين.
وكي يتمكن الإنسان من إصدار حكم قيمة فلا بد أولا أن يملك حريته بإطلاق؛ لأنها هي ما تمكنه من إصدار حكمه القيمي، بينما لو كان واقعا تحت سيطرة خارجية تسير إراداته، فإن حكم القيمة لن يكون معبرا عن رأيه بل عن رأي المتسلط المسيطر، سواء أكان هذا المتسلط حاكما أم رجل دين أم المجتمع ذاته؛ لذلك فشرط أحكام القيم السليمة الأول هو الحرية المطلقة في اختيارها.
ومن شروط تمام حكم القيمة أن يكون هناك تماس مباشر بين الإنسان والشيء، أو الفعل محل التقييم؛ لأنه الطرف الثاني في المعادلة، وهو الطرف الموضوعي الخالي من العقل والعاجز عن الإفصاح عن قيمته، ويكون محل حكم الطرف الأول «الإنسان» عليه بحكم قيمة، بعد أن يكتشفها العقل الإنساني فيه.
المسألة أيضا ليست بهذا القدر من البساطة لأن هذا العقل كي يتصل بالموضوع، فإن هناك موصلات ومدخلات يمر منها الموضوع إلى العقل الذي سيصدر حكم القيمة، بالطبع أول المدخلات هو الحواس الخمس، وهي تخضع لمؤثرات عديدة أهمها مدى جودة هذه المدخلات أو الموصلات، فبعضها ضعيف وبعضها معيوب، وبعضها محاط بتعليمات مجتمعية أو دينية تعوق التوصيل السليم فتؤثر سلبا أو إيجابا في الموضوع وهو يتحول من صورة وشكل في الواقع إلى معلومة عقلية، وأثناء هذا التحول تتدخل المؤثرات فتنتقل شيئا قد يخالف الموجود في الواقع الماثل قليلا أو كثيرا.
الموصلات أيضا تتداخل معها الغرائز والحاجات والمشاعر ألما أو لذة، والقيمة الاقتصادية وتعاليم الدين والمجتمع كالعادات والتقاليد، ولكل مؤثر هنا دور في عملية تحويل الموضوع إلى معلومة ذهنية، كل حسب اختصاصه، فإن كان المؤثر الغريزي هو الأعلى لن يلتفت الرجل إلى عقل المرأة قدر التفاته إلى دوائر فخذيها؛ ومن ثم يصطبغ الموضوع غير الغريزي في الواقع، بصبغة غريزية عند تحوله إلى معلومة ذهنية، صبغة لم تكن موجودة في الواقع الماثل. كذلك إذا كان المؤثر دينيا هو الأقوى فسيقودني إلى ضعف المؤثرات الأخرى في عملية النقل، فيأتي الحكم مصبوغا بحرام وحلال خاص بدين صاحبه، ولا علاقة له بما هو في الواقع من حيث هو خطأ أم صواب، صحيح أم باطل، نافع أم ضار، وفي حال تعادل المؤثرات فإن حكم القيمة سيأتي حكما مجودا مدعما بالثقافة العامة والمصالح المشتركة للمجتمع والتربية السليمة، يأتي حكما يراعي كل المؤثرات فيظهر القيمة الحقيقية للموضوع، وينقل الموضوع كما هو بذاته في الواقع ليصبح فكرة ذهنية مطابقة لما هو في الواقع بكل دلالاته ومعانيه.
نامعلوم صفحہ