64

Interpretation of Juz Amma by Sheikh Musaid Al-Tayyar

تفسير جزء عم للشيخ مساعد الطيار

ناشر

دار ابن الجوزي

ایڈیشن نمبر

الثامنة

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ

اصناف

حتى يدفِنكِ أهلُك، فيقتلونَكِ بهذا الدفن (١)؟، وهذا فيه تبكيتٌ لقاتِلها، وتهويلٌ للموقف الذي يُسأل فيه المجني عليه، فما ظنُّكَ بما يلاقيه الجاني لهذه الجنايةِ البشعة؟.
١٠ - قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾؛ أي: وإذا ما كُتِبَتْ به أعمالُ العبادِ من الصُّحف قد فُتحت، ليقرأَ كلٌّ كتابَ أعمالِه؛ كقوله تعالى: ﴿اقْرَا كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: ١٤].
١١ - قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾؛ أي: وإذا نُزِعَتِ السماءُ كما يُنزعُ الجلدُ من الذبيحة (٢).
١٢ - قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾؛ أي: وإذا نارُ الجحيمِ أُوقِدَت، فزاد حرُّها.
١٣ - قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾؛ أي: وإذا الجنةُ التي أُعِدَّت للمتقين، قُرِّبَت وأُدْنِيَت (٣).
١٤ - قولُه تعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾؛ أي: إذا وَقعت هذه

(١) لا يخفى عليك أيها القارئُ ما تقومُ به الحضارة المعاصِرة من الوَاد، وذلك ما يسمَّى بالإجهاض.
(٢) قال مجاهد من طريق ابن أبي نجيح: جُذِبَت، وهذا من لوازم الكَشْطِ؛ لأنه لا يكون كَشْطٌ إلا بِجَذْبٍ، والله أعلم.
وهذه أحدُ الأحوالِ التي تمرُّ بها السماء في يوم القيامة، ومن أحوالها ما ذكرَهُ الله في قوله: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [الأنبياء: ١٠٤]، وقوله: ﴿فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ [الرحمن: ٣٧]، وقوله: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ [الانشقاق: ١]، وغيرها.
(٣) قال الربيع بن خثيم - في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ *وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ ـ: «إلى هذين ما جرى الحديث: فريق إلى الجنة، وفريق إلى النار». وشرح الطبري قوله هذا فقال: «يعني الربيع بقوله: «إلى هذين ما جرى الحديث»: أن ابتداء الخبر ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ إلى قوله: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ إنما عدِّدت الأمور الكائنة التي نهايتُها أحد هذين الأمرين، وذلك المصير إما إلى الجنة، وإما إلى النار».

1 / 68