Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
پبلشر کا مقام
بيروت - لبنان
اصناف
شهيدًا يوم القيامة إذا كان مسلمًا» (١).
وهكذا نجد حرص الصحابة الكرام على المكوث في المدينة وعلى الصبر على لأوائها وشدتها وقد اوصى النبي ﷺ امته انه من استطاع منهم ان يمت بالمدينة فليمت بها. يقول ﷺ «من استطاع منكم ان يمت بالمدينة فليمت فاني اشفع لمن يموت بها» (٢).
وقد نتسائل ونقول: لمإذا يولي النبي ﷺ المدينة هذه المنزلة العظيمة:؟ قد نصيب إذا قلنا انه ﵊ اراد ان يرغب المهاجرين في سكناها وهناك بعض الوجوه لهذا:
الوجه الأول: هو محبة النبي ﷺ للمدينة وحنينه اليها لذا فانه عاد اليها بعد فتح مكة ومات بها ودفن بها -صلوات الله وسلامة عليه-.
الوجه الثاني: محبة النبي ﷺ لاهلها "الانصار" حيث يقول: «لولا الهجرة لكنت امرءً من الانصار» (٣) ويقول: «لو سلك الناس واديًا أو شعبًا وسلكت الانصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الانصار وشعبهم» (٤).
الوجه الثالث: هذه خصوصية زائدة على الشفاعة للمذنبين أو للعالين في القيمة وعلى شهادته على جميع الامم وقد قال ﷺ في شهداء احد: «انا شهيد على هؤلاء فيكون لتخصيصهم بهذا كله مزيدًا أو زيادة منزلة وحظوة» (٥).
وقول النبي ﷺ أو هل هي للتقسيم ام للشك؟ فإذا قلنا انها للشك -جدلًا- فمن الذي شك؟ النبي ﷺ أم الرواة؟ أما القول أنه من النبي ﷺ باطل إتفاقًا لأنه «وما ينطق عن الهوى» (٦).
وأما القول أنه من الراوي فهو باطل أيضًا لانه -اللفظ- جاء من عدة طرق عن عدة
(١) انظر تخريجه برقم (١٣٧).
(٢) انظر تخريجه برقم (١٤٠).
(٣) الحديث صحيح، جاء عن عدة صحابة، انظر مثلًا-المسند الجامع٢/ (١٥٠٧).
(٤) متفق عليه، انظر مظانة في المسند الجامع١/ (٦٣٦و٦٣٧و٦٣٨و٦٣٩و٦٤٠) كلها عن انس بن مالك ﵁.
(٥) شرح مسلم، النووي ٩/ ١٣٧ وانظر تحفة الاحوذي، المباركفوري ١٠/ ٤١٨.
(٦) النجم/٣.
1 / 156