انسان، حیوان، آلہ: انسانی فطرت کی مستقل تعریف نو
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
اصناف
وثمة مسألة أكثر دقة، ألا وهي إدراك هذا الألم من ناحية والشعور به من ناحية أخرى. فيتعين علينا منذ البداية أن نميز ما يتعلق بمشكلة «حصول» أجهزة فرعية أخرى في الآلة على المعلومات. فعلى سبيل المثال تستطيع آلة متعلمة (انظر الفصل الثاني) أن تصنف بنفسها الأنواع المختلفة للعوامل المثيرة للألم أو للمتعة بصورة عشوائية وأن تستخدم هذه المعلومة في أجزاء أخرى ذات مستوى أعلى. فمن المتوقع إذن تصميم آلة قادرة على التفكير بهذه الطريقة؛ أي إن تمثل لنفسها بطرق مختلفة العوامل المثيرة التي تلاحظها (انظر الفصل السابع).
لكن هل تستطيع الآلة ، مع ذلك، الشعور بالألم؟ وبصورة أعم هل تشعر بنعومة ملمس القطيفة أو بمرونة الإسفنج أو بالقهوة المركزة؟ يزعم البعض أننا لن نستطيع أبدا الإجابة عن هذا السؤال؛ نظرا لأننا لن نستطيع أبدا الدخول إلى رأس الآلة كعدم قدرتنا بالضبط على الشعور بصورة مباشرة بما تشعر به الحيوانات الأخرى أو حتى إنسان آخر. ويكمن الموقف الأكثر شيوعا في افتراض أنه إذا كان من المتوقع وجود شكل من أشكال الوعي التأملي لدى الآلة فربما يكون من المستبعد أنها تشعر بأي شعور. فالروبوت «داتا»، إحدى شخصيات مسلسل «ستار تريك فوياجر»، يجسد الانحياز لهذا الموقف، فهو فضولي وذكي ويشبه الإنسان جسديا، ولكنه لا يستطيع الشعور بأي عاطفة وهذا ما يمنعه من فهم البشر. (2-1) الإحساس ينتج عن بنية البيئة الحسية والحركية
ألا يعد التساؤل حول الإحساس المحتمل للآلات طريقة للتساؤل حول أصل العواطف لدى الإنسان والحيوان وطبيعتها؟ إن مناصري المنهج الحسي والحركي للشعور لا سيما كلفين أوريجان، بوصفهم ورثة الفينومينولوجيا، يتبنون نظرية شائقة،
1
فالعواطف قد تكون قبل كل شيء نتيجة لأنشطة حسية وحركية خاصة. وهكذا ربما تحدد بنية البيئة الحسية والحركية نوعية الإحساس الناتج؛ فالمشاعر الناتجة عن حاسة البصر قد تختلف مع اختلاف العالم بمجرد أن نغلق جفوننا ونحرك أعيننا وأجسامنا. وتختلف القوانين التي تحكم مدخلات هذا النظام ومخرجاته بصورة كبيرة عن تلك التي تحكم العالم السمعي على سبيل المثال. فعندما نقترب من مذياع، يرتسم تدفق متوسع على شبكية عيننا مع إدراكنا لارتفاع مدى الإشارة الصوتية الملحوظة. وتمثل هذه العلاقات ما يميز الرؤية عن السمع.
وبفضل سلسلة من التجارب تسمى «الإبدال الحسي» استطاع البروفسير باك واي ريتا أن يثبت أنه يمكن لكفيفي البصر أن يروا بفضل نظام يثير جلدهم بطريقة اللمس على معدتهم أو ظهرهم عبر المعطيات التي تستقبلها آلة تصوير.
2
ففي حين أن التحفيز السلبي لا يثمر أي نتيجة حاسمة، يستطيع الأشخاص القادرون على التحرك بنشاط مع الآلة ليس فقط القيام بحركات تتطلب مهارات بصرية كالإمساك بشيء موجود فوق الطاولة، بل إنهم يقولون أيضا إنهم يشعرون بشعور مماثل للرؤية. وتستكمل العديد من التجارب الجديدة هذه الدراسات خاصة عبر نظم تربط الرؤية بعوامل مثيرة موجودة على اللسان.
وإذا اتبعنا هذا الافتراض؛ فلن تكون ثمة علاقة كبيرة بين الحواس والتشريح الخاص للشبكات العصبية التي تحتوي عليها (مثل العصب البصري وغير ذلك)، ولكن ستكون لها علاقة أكبر ببنية البيئة الحسية والحركية التي تتسم بها. وفي الواقع يتحكم جهازنا العصبي دائما بنبضات قلبنا ومعدل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم إلا أننا لا نشعر بذلك على الإطلاق. فنحن لا ندرك إلا المواقف التي نقوم فيها بأنشطة حسية وحركية منظمة (الرؤية والسمع والتذوق والشعور).
وتكون النتيجة المحيرة إلى حد ما التي يقودنا إليها هذا المفهوم عن الشعور هي أننا يمكننا أن نعتبر أن الآلة تشعر بشعور ما بقدر قيامها بنشاط حسي وحركي منظم. وقد يرتبط ثراء هذه العواطف وتنوعها بالتنوع والتعقيد الذي تتسم به بيئات المدخلات والمخرجات التي ستضطر للتعامل معها. وبسبب اختلاف طبيعة هذه البيئات مقارنة ببيئاتنا، فستكون فرص العواطف الآلية قليلة فيما يتعلق على سبيل المثال بالتفرقة بين مذاق لحم الثور وسمكة التروتة وعصير الليمون، ولكن إذا تبنينا مفهوما حسيا وحركيا للشعور، فمن المشروع أن نتساءل حول وجود شكل من أشكال الخبرة لدى الآلات.
نامعلوم صفحہ