انسان، حیوان، آلہ: انسانی فطرت کی مستقل تعریف نو
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
اصناف
وفي كل تجربة، يكفي ترك الروبوت في بيئة معينة، مثل سجادة لعب الأطفال، ثم نلاحظ طريقة استكشافه لهذا المكان الجديد فيضرب لعبة ما ويحاول عض أخرى ثم يشاهد الآثار المترتبة على أفعاله المختلفة. ثم يبدأ تدريجيا بدافع الفضول في عض الأشياء القابلة للعض وضرب الأشياء القابلة للضرب؛ لأن ذلك يسمح بالحصول على النتائج الأكثر إمتاعا من وجهة نظره. وفي كل هذه التجارب، تتكيف المهارات التي يكتسبها الروبوت مع بنيته والبيئات التي يتعرض لها، فيختار إلى أي شيء يوجه اهتمامه حسب تجاربه الماضية؛ فهو فاعل في نموه وهكذا يبني «عالمه». (2-1) ماذا يمكننا أن نتعلم عبر التجارب التي نجريها على آلات تتسم بالفضول؟
لا توجد أوجه تشابه كبيرة بين جسم الروبوت وجسم الطفل. ففي الطريقة التي قمنا بوصفها أعلاه، لا يتعلق الأمر بتقليد الإنسان في كل شيء، بل يمكن في المقابل عبر دراسة التأثير الهيكلي للقيود الجسدية واللوغاريتمية للآلة على مسارات نموها أن نجد تفسيرات صائبة لتأثير مثل تلك العوامل على نمو طفل صغير. ويمكن أيضا القيام بدراسة منهجية لدور كل من البيئة والقيود التشريحية والبنيوية وديناميكيات التحفيز في عملية النمو الاصطناعي وذلك عبر تعديل تنظيم المكان الذي يتطور فيه الروبوت أو نوع الروبوت المستخدم. وهكذا، يقترح علم تصميم الروبوت إجراء تجريبيا من نوع جديد من أجل فهم أفضل لديناميكيات النمو المعقدة وإبراز قدرة الأطفال الخارقة على التعلم بصورة مختلفة.
يتعين عبر هذه التجارب أن نتساءل حول وجود أنظمة مماثلة في عقلنا. فتركز الأبحاث حاليا على العلاقة بين المبدأ الذي وصفناه ودور مادة الدوبامين. فتضطلع دوائر الدوبامين بدور كبير في شعورنا بالالتزام والإثارة والابتكار ورغبتنا في استكشاف العالم وفهم ما نراه. فالمرضى المصابون بداء باركينسون، وهو خلل بالخلايا العصبية المنتجة لمادة الدوبامين، يعانون من مشاكل في الوظائف الحركية والنفسية (صعوبة في القيام بحركات إرادية) وعدم الاهتمام بالتصرفات الاستكشافية وبمواصلة المهام الإدراكية. ويستكشف الإنسان أو الحيوان لزاما البيئة المحيطة به وتبدو عليه أمارات فضول عندما يعمل جهاز الدوبامين لديه اصطناعيا. فإن تأثير إدمان الكوكايين أو الأمفيتامين أو على الأقل النيكوتين يرتبط مباشرة بالطريقة التي تنشط بها هذه المواد جهاز الدوبامين. ويبدو في النهاية أن نشاط هذا الجهاز بصورة مفرطة قد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة توريت (والتي يصدر فيها المريض أصواتا وحركات لا إرادية) والخلل الوسواسي والشعور بالنشوة والفصام في بعض الأحيان. لذا تم مقارنة الدوبامين بصفة غير رسمية بنوع من الطاقة العقلية المرتبطة مباشرة بسلوكيات الفضول والاستكشاف.
4
إن المناقشة الدقيقة للافتراضات المختلفة التي من شأنها أن تسمح بربط دوائر الدوبامين بنظام الفضول الاصطناعي الموصوف هنا، تتخطى إطار هذا الكتاب.
5
فنحن نريد ببساطة أن نعطي تصورا للطريقة التي يسمح بها اختراع آلات جديدة - لها خصائص قريبة من تلك التي تمتلكها الحيوانات وحدها - بفضل العلوم المتعلقة بالكائنات الحية ولا سيما العلوم العصبية. فيتعين أن يظهر في الأعوام القادمة مجال خصب متعدد التخصصات لدراسة هذه المسائل.
الفصل السادس
الألم
(1) كيف نعرف أن حيوانا يتألم؟
نامعلوم صفحہ