وأما المقدمة: فينبغي لكل عاقل يريد نجاة نفسه قبل حلول منيته، أن يعرف سبيل النجاة يسلكه على بصيرة ويقين، لئلا يندم غدا في النادمين، ويتمنى الرجعة ويسألها فلا يمكن منها متمكن، وهذا باجماع العلماء كافة أن معرفة سبل النجاة وسلوكه فرض لازم، من عرفه وسلكه غير غاض بما يستحق به العقاب، فهو من النارسالم.
وينبغى للناظر آن يقصد بنظره وجه الله سبحانه، وخلاص نفسه من العذاب الأليم الذي يستحق بالاعتقاد الذميم، فقد أوضح الله الحجة وأنارالدليل، ل فان عليه عز وجل بيان الحق، كما قال: (وعلى الله قصد التبيل"(1)، ولم يدع الخلق سبحانه في عمياء مبهمة، ولا في صخباء مظلمة، ولم يخلق الخلق عبثا، ولم يترك الخلائق سدى، بل أوضح سبحانه البراهين، وأرسل الأنبياء للتقرير (والتكميل)(2) والتبيين، صلى الله عليهم أجمعين.
صفحہ 35