الميت ممن لاذنب عليه ولا عصى بما يستحق به العقاب دخل الجنة ابتداء، وإن كان عليه ذنب ولم يغفره الله له ابتداء ولا بشفاعة أحد من أهل الشفاعة، عذبه الله بعدد ما يستحق من العذاب، ثم ينقله إلى الجنة بايمانه وطاعاته.
وهذه طريقة المحققين لما هم عليه، والأولى طريقة من لا تحقيق عنده، فان الله سبحانه قد بين الحق وأظهره بدلائله وبراهينه المبينة له، فما يبقى بعد ذلك للشك والتوقف معنى أصلا و حن نعلم علما حقيقيا نجزم به، أن النبي وأهل بيته وأصحابه (رض) كانوا جازمين بالنجاة لكل من يموت على طريقتهم وستتهم المرضية التي دلهم الله عليها وأمرهم بها، لا يشكون في ذلك ولا يرتابون، من حيث أنهم علموا باعلام الله الحق، وأنه فيهم ومعهم ولديهم دون من عداهم، ولأجل ذلك شهد رسول الله لأشخاص معينين من أهل بيته وأصحابه بالجنة، لعلمه بأنهم لا يرجعون عن الحق الذي عرفوه، ولا يخرجون عن دينهم الذي ارتضوه، وأنهم لا يرتدون عنه، بل يموتون عليه، وكذلك شهد الصادق لجماعة من شيعته وأصحابه أنهم من أهل الجنة، فأخذت الامامية الجزم بالنجاة خلفا عن سلف، وأولئك أخذوا الشك والتوقف عمن تقدمهم خلفا عن سلف، و يؤكد كل ذلك حديث الجاثليق(1) .
الخامس: إن كثيرا من الفرق الاسلامية قد انقرض، وكفى بانقراضه دليلا
صفحہ 44