الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
اصناف
ولا يخفى هذا على ذلك الشيخ الفاضل: و لو لم يسبق تقرير النبي للشرع وتبيينه لمسائله، وتقرير الأئمة من بعده وتبيينهم آيضا، وحفظ المؤمنين لذلك ونقله لمن بعدهم، لما وسع إمام هذا الزمان غيبة واستتار، ووجوده غائبا مستترا مع هذا كله خير من عدمه بالكلية، لأنه مع وجوده غائبا مستترا يكون من وراء الفقهاء الحفظة والرواة النقلة، بحيث لو ضل الجميع عن الحق لما وسعه غيبة، بل يجب الظهور ليقرر ويبين الحق الذي ضلوا عنه، وذلك بخلاف عدمه بالكلية مع فرض كونهم قد ضلوا عن الحق كلهم أجمعون، وتكون الحجة حينئذ للناس على الله عز وجل، بخلاف ما لو كان موجودا مستترا غائبا، فإن الحجة تكون لله على الناس، لأنهم هم الذين أحوجوه إلى الاستتار والغيبة.
قوله: "فأي فائدة في إيماننا بهذا المنتظر، وأي لطف يحصل لنا بهذا.." الى أن قال له الشيخ الفاضل: "إثبات هذا مبني على تلك المقدمات" .
قلنا: أما الفائدة في إيماننا به، فهي كالفائدة بايمان سائر الأمة بالمهدي المنتظر الذي بشر به نبينا محمد خير البشر، وكفائدة إيمان الأمم الماضية بكل نبي بشرت به الأنبياء السالفة قبله، من يوم بشرت به إلى وقت ظهوره مذدعيا للنبوة والرسالة.
و أما اللطف الذي يحصل لنا به، فإنه أماننا وبركتنا، ويؤكده قول النبي (النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي
صفحہ 147