انصاف فی حقیقت اولیاء

Muhammad ibn Isma'il al-Amir al-San'ani d. 1182 AH
27

انصاف فی حقیقت اولیاء

الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

تحقیق کنندہ

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

ناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢١هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب"١. وأخرج الخلال في كرامات الأولياء والديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعًا: "الأبدال أربعون رجلًا وأربعون امرأة، كلَّما مات رجل أبدل الله مكانه رجلًا، وكلَّما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة"٢. فهذه الأحاديث في الأبدال وفي صحتها عند أئمة الحديث٣ مقالٌ، وإن سلمنا صحة الأحاديث في ذلك فإنَّه لم يجعل الله لهم علامةً يعرفون بها بأعيانهم اتفاقًا، فلا يعرف أنَّ الشخص من الأبدال حتى يعتقد أنَّه وليُّ الله الولاية الخاصة التي يزعمون، وإلا فالمؤمنون المتقون أولياء الله قال الله تعالى: ﴿إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ﴾ ٤ على أحد الوجهين في الآية كما

١ روى الطبراني (١٨/٦٥) عن عوف بن مالك أنَّه قال: "لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: منهم الأبدال وبهم تنصرون وبهم ترزقون". قال الهيثمي في المجمع (١٠/٦٣): "فيه عمرو بن واقد ضعفه جمهور الأئمة ووثقه محمد بن المبارك الصوري، وشهر اختلفوا فيه، وبقية رجاله ثقات". وأمَّا اللفظ الذي أورده المصنف فقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (١/١١٢) عن علي بن أبي طالب ﵁. قال ابن القيم في المنار المنيف (ص:١٣٣): "ولا يصح أيضًا فإنَّه منقطع"، وقال أحمد شاكر في تحقيق المسند (٢/١٧١): "إسناده ضعيف لانقطاعه ...". ٢ مسند الفردوس (١/١١٩) . وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (٣/١٥٢) وذكر له طريقين، قال: "وأمَّا حديث أنس ففيه العلاء بن زيدك قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو داود والدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان: روى عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبًا، وأمَّا الطريق الثانية ففيه مجاهيل". ٣ في (أ): " أهل الحديث ". ٤ سورة الأنفال، الآية ٣٤.

1 / 59