انصاف فی حقیقت اولیاء

Muhammad ibn Isma'il al-Amir al-San'ani d. 1182 AH
14

انصاف فی حقیقت اولیاء

الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

تحقیق کنندہ

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

ناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢١هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

حديث جبريل الذي تقدمت الإشارةُ إليه١، وقد قال له: ما الإسلام يا محمد؟ قال: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا" الحديث. فجعل إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من أجزاء الإسلام. فالآيتان أشارتا بذكر بعض أجزاء الإسلام وهما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة إلى اعتبار الإسلام بجميع أفراده، إلا أنَّهما خصتا أعظم أجزائهما البدنية والمالية، وتعلم الصوم والحج بالسنة التي وردت بيانًا للقرآن، فإنَّ بيانه بتفصيل مجمله، وتقييد مطلقه، وتفسير مبهمه وغير ذلك، وأشارتا بالإيمان وزيادته إلى اعتبار الإيمان بأجزائه، فأفادتا أنَّه لايكون العبد مؤمنًا إلا باستكماله لخصال الإسلام والإيمان، وأشارت آيةُ البقرة إلى أنَّ المتقين هم الجامعون بين الإسلام بقوله: ﴿الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَواةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ ٢ والإيمان بقوله: ﴿وَالذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾ الآية. وإذا عرفت هذا فقد بين القرآن أولياء الله بيانًا شافيًا أنَّهم الذين جمعوا بين الإيمان والتقوى، ثم بين تعالى الإيمان وأجزاءه، والتقوى وأجزاءها.

(ص: ٤٢) ٢ سورة البقرة الآية ٣ في الأصل "الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة" وهو خطأ.

1 / 46