فصل
في ذكر اشتغاله بالعلم وذكر شيوخه الذين أخذ عنهم
قرأ القرآن العظيم بالروايات على جماعة من الشيوخ. وقد ذكر الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، فيما أخبرنا به أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري عنه، قال: وقد قرأ القرآن بكثير من الروايات، على شيوخ يسار (¬1) إليهم في القراءات.
ذكر الحافظ ذلك بعد أن ذكر أن جماعة أدركهم من أصحابه. وقرأ اللغة والنحو بمعرة النعمان على والده أبي محمد عبد الله بن سليمان بن محمد، وأبي بكر محمد بن مسعود بن محمد بن يحيى بن الفرج النحوي. ودخل وهو صبي إلى حلب ، فقرأ بها على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي، راوية (¬2) أبي الطيب المتنبي.
وقرأت بخط بعض أهل الأدب وأظنه محمد بن الخضر، ابن أبي مهزول المعروف بالسابق (¬3) . قال: وكان ابن سعد يروي في ديوانه، يعني ديوان المتنبي، في قصيدته التي مطلعها (¬4) :
* أزائر يا خيال أم عائد *
وذلك أنها لم تكن مما قرأه على المتنبي، وهي مما أنفذه إليه:
أو موضعا في فناء ناحية ... تحمل في التاج هامة العاقد
فرده عليه أبو العلاء، وقد اجتمع معه بحلب وهو صبي:
* أو موضعا في فتان ناجية (¬5) *
فلم يقبل ذلك ابن سعد، ومضى إلى نسخة عراقية صعدت مع أبي علي بن أريس من العراق، فوجد القول ما قاله أبو العلاء.
صفحہ 34