قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت، وبما رواه الشيخان عن عمران أن رسول الله ﷺ قال: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " ١، وقوله ﷺ " إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو " ٢ (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس)، وبما روي عن عائشة أن أم سلمة ذكرت لرسول الله ﷺ كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله " ٣ (رواه الشيخان)، وبما روي عنها أن النبي ﷺ قال: " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ٤. يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا، وبما رواه مسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي ﷺ قبل أن يموت بخمس وهو يقول: " ألا وإن من قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " ٥، وبما روى مالك في الموطأ: أن رسول الله ﷺ قال: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ٦ وقوله ﷺ " لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم " ٧، وغير ذلك. ومنها النذر والذبح لغير الله، وأتى بما نهى عن ذلك من الأدلة، وهو قوله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ ٨ وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾ ٩.