٣٦ - الأسود بن أبي الأسوَد النهدي
أدرك النبي ﷺ وهو مجهول. ذكره ابن مندَة (١) من رواية يونس بن بكير، عَن عنبسَةَ بن الأزهر، عَن ابن الأسوَد النهدي، عَن أبيه قال: ركب رَسولُ الله ﷺ إلى الغار فأصيبت إصبَعُ رِجْله فقال:
هل أنتِ إلا إصبع دَميتْ ... وَفي سبيل الله ما لقيتْ
وفي كتاب البغوي (٢) من حديث يونس، عن عنبسة، عن أبي الأسود -أو ابن الأسود-، عن أبيه، وقال: لا أعلم بهذا. . . (٣).
وقال أبو نعيم (٤): كذا ذكره بَعض الواهمين -يعني: ابن مندَة-، والصَّحيح: ما رواه شعبة وسُفيان، وابن عُيينةَ، وأبو عَوانةَ، وإسرائيل، والحَسنُ، وَعلي -ابنا صالح- فقالوا: عن الأسود بن قيس، عَن جندُب البَجلي قال: كنتُ معَ النبي ﷺ في الغار فدَمِيَتْ إصبعُه فقال. انتهى.
وفيه نظر (٥) من حيث إن جندبًا لم يكن مع سَيدنا رَسُول اللَّه ﷺ في الغار الذي بمكة حين الهجرة ولا كان مُسلمًا ذلك الوقت، ولو لم يقل "كنتُ" لكان لقوله وَجْه من الصَواب، وليس لقائل أَن يقولَ لعله أراد غارًا
_________
(١) انظر "أسد الغابة" (١/ ٩٨).
(٢) "معجم الصحابة" (ق: ١٣ / أ).
(٣) بقية كلام البغوي لم يظهر بهامش "الأصل"، والذي في "معجم البغوي": "لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث".
(٤) المعرفة" (٢/ ٢٨٥ - ٢٨٦).
(٥) بجوار هذا التعقب من المصنف على كلام أبي نعيم حاشية بهامش "الأصل" جاء فيها: "هذا جميعه كلام ابن الأثير أغار عليه وادعاه". اهـ. وانظر "الأسد" (١/ ٩٩) وتأمل!
وهذا حق فالمطالع لهذا الكتاب يجد المصنف كثر النقل عن ابن الأثير دون تصريح باسمه، وهذه سمة المتأخرين إلا من رحم رب العالمين، وانظر ما سطرناه حول هذا الأمر في تقدمتنا للكتاب "نيل المرام" (ص: ٢٢) للعلامة صديق حسن خان.
1 / 72