امتاع الاسماع
إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع - الجزء1
ایڈیٹر
محمد عبد الحميد النميسي
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
پبلشر کا مقام
بيروت
يا محمد، لا نجوت إن نجوت! فقال القوم: يا رسول اللَّه! ما كنت صانعا حين يغشاك، فقد جاءك! وإن شئت عطف عليه بعضنا. فأبى ﷺ، ودنا أبيّ، فتناول ﷺ الحربة من الحارث بن الصمة، [ويقال: من الزبير بن العوام]، ثم انتفض [بأصحابه] [(١)] كما ينتفض البعير، فتطاير عنه أصحابه- ولم يكن أحد يشبه رسول اللَّه ﷺ إذ جد الجد- ثم أخذ الحربة فطعنه بها في عنقه وهو على فرسه، فجعل يخور كما يخور الثور، ويقول له أصحابه: أبا عامر! واللَّه ما بك بأس، ولو كان هذا الّذي بك بعين أحدنا ما ضره! فيقول: لا واللات والعزى، ولو كان هذا الّذي بي بأهل [ذي] [(١)] المجاز لماتوا أجمعون! أليس قال: لأقتلنك؟
فاحتملوه، وشغلهم ذلك عن طلب النبي ﷺ، ولحق رسول اللَّه ﷺ بعظم أصحابه في الشعب. وقال عبد اللَّه بن عمر ﵁: مات أبيّ بن خلف ببطن رابغ، فإنّي لأسير ببطن رابغ- بعد هويّ [(٢)] من الليل- إذا نار تأجج لي فهبتها، فإذا رجل يخرج منها في سلسلة يجذبها يصيح: العطش! وإذا رجل يقول:
لا تسقه، فإن هذا قتيل رسول اللَّه، هذا أبيّ بن خلف. فقلت: ألا سحقا [(٣)] ويقال: مات بسرف [(٤)] ويقال: لما تناول النبي ﷺ الحربة من الزبير حمل أبيّ على رسول اللَّه ليضربه، فاستقبله مصعب بن عمير يحول بنفسه دون رسول اللَّه، فضرب مصعب وجه أبيّ، وأبصر رسول اللَّه ﷺ فرجة بين سابغة البيضة والدروع فطعنه هناك، فوقع وهو يخور.
قتل عثمان بن عبد اللَّه المخزومي
وأقبل عثمان بن عبد اللَّه بن المغيرة المخزومي على فرس أبلق يريد رسول اللَّه ﷺ، وعليه لأمة [(٥)] كاملة- ورسول اللَّه ﷺ موجه إلى الشّعب- وهو يصيح: لا نجوت إن نجوت! فوقف رسول اللَّه ﷺ وعثر بعثمان فرسه في تلك
[(١)] زيادة للإيضاح والسياق.
[(٢)] الهوى: الساعة من الليل (المعجم الوسيط) ج ٢ ص ١٠٠٢. ورابغ موضع بين المدينة، والجحفة (معجم ما استعجم) ج ١ ص ٦٢٥.
[(٣)] سحقا: بعد أشد البعد وسحق اللَّه فلانا أي أبعده، (المعجم الوسيط) ج ١ ص ٤٢٠.
[(٤)] موضع على ستة أميال من مكة (معجم البلدان) ج ٣ ص ٢١٢.
[(٥)] اللأمة: أدوات الحرب كلها من رمح وبيضة ومغفر وسيف ودرع (المعجم الوسيط) ج ٣ ص ٨١٠.
1 / 155