امرأة من کمبو کدیس
امرأة من كمبو كديس
اصناف
ضحكت، ربتت على كتفي، أشارت نحو الأفق، أبراج وطائرات، قطارات، سيارات، دخان عوادم، ضباب، نجوم، بشر، ألعاب نارية، وطاويط، كباري طائرة، قالت: نحن هنا أيضا أمريكيون فقط.
سكتت قليلا، قالت: انظر ... هنالك ... نحو برج
Leadsman
العملاق، هنالك يوجد ناد ليلي ... غنيت فيه قرابة العامين. - هل أنت مغنية؟ - الآن لا، ولكنني كنت مغنية، كنت أشهر مغنية في هذا النادي؛ بل كنت معروفة في أمريكا كلها، وغنيت خارج أمريكا أيضا. - لماذا تركت الغناء؟
بدت متأثرة وهي تقول: حدث لي حادث وبعده أصبح من المستحيل أن أغني.
حملقت في وجهها، في هيئتها، علني أجد أثرا لهذا الحادث، لكن بدت كاملة متكاملة، لم تبد على وجهها أية آثار لعملية جراحية، المهم، بيني وبين نفسي عرفت أن الحادث كان عاطفيا، نفسيا أو جنائيا، من الأحسن ألا أثير مثل هذه الشجون، وقررت تجنب الخوض في الموضوع، كما أن اهتمامي بالغناء وخاصة غير السوداني ضعيف، قالت: أنا أجيد صنع القهوة.
فوافقت، ولو أنني ما كنت أظن أن المشوار سينتهي بشقتها، لكن لا بأس، هؤلاء الناس لا يزعجون أنفسهم في محاولة التفرقة ما بين حياتهم الخاصة والعامة، اتصلت بإحدى شركات التاكسي، في سبع دقائق كنا نمر بسرعة مائتي ميل في الساعة عبر شوارع نيويورك، بعد عشرين دقيقة أخرى كنا في فيلتها الرائعة، يا إلهي! المكان لا يوصف، لاحظت أنني مندهش، قالت: بيت الأمريكي هو جنته. - أنت دائما تتحدثين معي كأمريكية. - أنا لا أقصد شيئا سوى العموميات، فأنا أحب أمريكا، لكنني لا أفضلها على كل بلدان العالم، الرجاء أن تفهم ذلك. - ماذا تقصدين بكلمة عموميات؟ - إنها لا تعني شيئا غير عموميات فحسب، ثم ابتسمت.
كانت داني جميلة ولبقة ومباشرة، لها عينان عميقتان تشعان رغبة وغموضا وغنجا، جلست على كنبة مريحة، أشعل كل واحد منا سيجارة، من جهاز الكمبيوتر الشخصي انطلقت موسيقى جاز كلاسيكية صاخبة ، قالت: إنه لويس آرمسترونغ. تركتني في محاولة التكيف مع المكان وآرمسترونغ وعطر
My Home ، أحضرت لنا القهوة، جلست قربي، قالت: هل تسمح؟
وقبل أن أقول شيئا، أخذت تمشط شعري بأظافرها الشاحبة غير المطلية، شعر رأسي الخشن المنكمش على نفسه في دوائر شبيهة بمنظومة من السلك، كنت في حاجة ماسة لمن يداعب أسلاكي تلك والعبث بها، تماما كما تفعل داني الآن. - شعرك مدهش، ثم أضافت بسرعة: هل أنت متزوج؟ - نعم. - أين زوجتك؟ - في السودان. - هل لديك أطفال؟ - طفلة واحدة اسمها سارة. - كم عمرها الآن؟
نامعلوم صفحہ