امبراطوریہ اسلامیہ
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
اصناف
فمولد عيسى معجزة في الإسلام، كما أنه معجزة في المسيحية، فقد نفخ الله من روحه في مريم، فحملت فولدت عيسى، فكان ذلك آية من آيات الله. وفي ذلك يقول تعالى:
واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا .
والرواية المسيحية تجري بأن مريم وضعت عيسى، لما أحست قر الشتاء عقب وضعه حملته إلى مزود قريب منها كانت الأبقار تأكل فيه، أرادت بذلك أن يبعث إليه تنفس الأبقار من الدفء ما يقيه قارس البرد في ذلك الفصل القرير. أما رواية القرآن لمولد عيسى فهي:
فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا * فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقري عينا . ترى هل حملت مريم طفلها بعد ذلك إلى مزود الأبقار لينال ما ابتغت له من الدفء؟ ذلك ما لا محل الآن للكلام فيه.
هيرودس يقتل الأطفال
ذكروا أن هيرودس - حاكم فلسطين من قبل روما في ذلك العهد - رأى في منامه رؤيا أفزعته، فطلب إلى أهل العلم بالأحلام أن يفسروا له ما رأى، فذكروا له أن من بين الأطفال الذين ولدوا في الأعوام الخمسة الأخيرة طفلا سيكون له شأن يقض مضجع الإمبراطورية ويسوء أثره فيها. ورأى هيرودس أن الخير في قتل الأطفال الذين ولدوا في هذه الفترة جميعا، وقتلهم ودفنهم في مغارة ببيت لحم. وكان عيسى قد ولد في هذه الفترة، ففرت به مريم إلى غار أقامت به حتى فرغ هيرودس من ارتكاب جريمته وقتل من قتل من الأطفال، ثم إنها تحملت بابنها ممتطية حمارا وسارت به ومعها يوسف النجار حتى بلغت مصر، وهناك أقامت ثلاث سنوات في رواية، واثنتي عشرة سنة في رواية أخرى، ثم عادوا بعد ذلك إلى مسقط رأسه ومقر آبائها وأهلها بفلسطين.
أين ولد عيسى؟
أين ولد عيسى؟ المقرر أنه ولد ببيت لحم، على مقربة من بيت المقدس، وسترى خلال هذا الحديث تحديد المكان الذي ولد فيه، لكن قوما يذهبون إلى أنه ولد بالناصرة، ويستدلون على ذلك بنسبته إليها. أليس هو عيسى الناصري؟ لكن أصحاب الرأي المقرر لا يترددون في القول بأن تسميته عيسى الناصري لا ترجع إلى مولده بالناصرة، وإنما ترجع إلى مقامه بها، وقيامه بتعاليمه فيها، وإلى ما نسب إليه من المعجزات في بحيرة طبرية التي تقع الناصرة عليها.
ولسنا نأخذ بنصيب في هذا الجدل الذي ثار حول مولد عيسى، كما ثار حول مولد الأنبياء والعظماء في مختلف العصور، وغاية ما نذكره أن المدة التي انقضت بين مولد المسيح - عليه السلام - وبين إقامة الهيكل الذي شاده الإمبراطور قسطنطين تذكارا لهذا المولد، هذه المدة تزيد على ثلاثمائة سنة.
هيكل قسطنطين
نامعلوم صفحہ