ساتني :
أكنت تهوينني؟
يوما :
نعم كنت أهواك.
ساتني :
اذكري، اذكري يا يوما إذ سافرت من عامين، وكنت تجرين بجانب السفينة على الشاطئ لتودعيني ما أمكنك المسير، يخيل لي الآن أني أرى قدميك الصغيرتين وهما عاريتان، وأسمع وقعهما على الرمل وهما مسرعتان، ولما شحطت السفينة، أتذكرين، ولبث القوم يدفعون قاع النيل، ليدفعوا السفينة إلى وجه الماء وهم ينشدون، أخذت أنت تصفقين وتنادينني، ولما عومت السفينة، وصاح القوم صيحة الفرح، حزنت أنت، وسكنت مكانك وقد تولاك الجزع، وشعرت أنك تبكين، ثم صعدت إلى الجسر وأشرت إلي بيديك إشارة الوداع، وأخذ جسمك الصغير يتضاءل للنظر كلما ابتعدت السفينة، حتى حجبتك عنا غابات النخيل. أتذكرين، أتذكرين أنك وعدتني بانتظاري حتى أعود؟
يوما :
وقد انتظرتك.
ساتني :
أتذكرين إذ اتفقنا على مكان نبني فيه دارا تجمعنا، أتذكرين؟
نامعلوم صفحہ