250

عقبة: انهبها ثلاثا. قال: فقتل الناس، وفضحت النساء[ (1) ]، ونهبت الأموال. فلما فرغ مسلم بن عقبة من القتال، انتقل من منزله ذلك إلى قصر بني عامر بدومة، فدعا أهل المدينة من بقي منهم للبيعة. قال: فجاء عمرو بن عثمان بن عفان بيزيد بن عبد الله بن زمعة، وجدته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمرو قال لأم سلمة: أرسلي معي ابن بنتك، فجاء به إلى مسلم، فلما تقدم يزيد قال له مسلم: تبايع لعبد الله يزيد أمير المؤمنين على أنكم خول له، مما أفاء الله عليه بأسياف المسلمين، إن شاء وهب، وإن شاء أعتق، وإن شاء استرق، فقال يزيد: لأنا أقرب إلى أمير المؤمنين منك. قال: والله لا تستقبلها أبدا. فقال عمرو بن عثمان: أنشدك الله، فإني أخذته من أم سلمة، بعهده وميثاقه، أن أرده إليها. قال: فركضه برجله، فرماه من فوق السرير، فقتل يزيد بن عبد الله، ثم أتي محمد بن أبي جهم[بن حذيفة العدوي][ (2) ]مغلولا. فقال له مسلم: أنت القائل، اقتلوا سبعة عشر رجلا من بني أمية لا تروا شرا أبدا.

قال: قد قلتها ولكن لا يسمع لقصير أمر، فأرسل يدي، وقد برئت مني الذمة، إنما نزلت بعهد الله وميثاقه. قال: لا، والله حتى أقدمك إلى النار. قال: فضرب عنقه. ثم جاء معقل بن سنان الأشجعي، وكان جالسا في بيته، فأتاه مائة رجل من قومه، فقالوا له: اذهب بنا إلى الأمير حتى نبايعه. فقال لهم: إني قد قلت له قولا، وأنا أتخوف، فقالوا: لا، والله لا يصل إليك أبدا، فلما بلغوا الباب أدخلوا معقلا، وحبسوا الآخرين، وأغلقوا الباب، فلما نظر إليه مسلم بن عقبة قال: إني أرى شيخا قد تعب وعطش، اسقوه من البلح[ (3) ]الذي زودني به أمير المؤمنين، قال: فخاضوا له بلحا بعسل فشربه. قال له: أشربت؟قال: نعم، قال: والله لا تبولها من مثانتك أبدا، أنت القائل: اركب فيلا أو فيلة وتكون أبا يكسوم[ (4) ].

فقال معقل: أما والله لقد تخوفت ذلك منك، وإنما غلبتني عشيرتي. قال:

فجعل يفري جبة كانت عليه، وقال: أكره أن يلبسوها، فضرب عنقه.

[ (1) ]قال ياقوت في معجم البلدان (حرة) : واستباحوا الفروج، وحملت منهم ثمانمائة حرة وولدن، وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة.

[ (2) ]زيادة عن الطبري.

[ (3) ]في الطبري: العسل. وفي فتوح ابن الأعثم: سويق الكوز.

[ (4) ]خبر مقتل معقل بن سنان في الطبري 5/492 والأخبار الطوال ص 266 وابن الأعثم 5/297 وابن الأثير 2/598 باختلاف.

صفحہ 15