امامت اور سیاست
الامامة والسياسة
وقال: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفوا عن كثير [الشورى: 30]يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء؟فقال رجل من أهل الشام لا تتخذن من كلب سوء جروا. فقال النعمان بن بشير: يا أمير المؤمنين!اصنع بهم ما كان يصنع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم بهذه الحال.
فقالت فاطمة بنت الحسين[ (1) ]: يا يزيد بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فبكى يزيد حتى كادت نفسه تفيض، وبكى أهل الشام حتى علت أصواتهم. ثم قال: خلوا عنهم، واذهبوا بهم إلى الحمام، واغسلوهم، واضربوا عليهم القباب، ففعلوا، وأمال عليهم المطبخ وكساهم، وأخرج لهم الجوائز الكثيرة من الأموال والكسوة ثم قال: لو كان بينهم وبين عاض بظر أمه[ (2) ]نسب ما قتلهم، ارجعوا إلى المدينة. قال: فبعث بهم من صار بهم إلى المدينة.
إخراج بني أمية عن المدينة، وذكر قتال أهل الحرة
قال: وذكروا في قصة إخراج بني أمية عن المدينة، قالوا: بعث عثمان بن محمد أمير المدينة إلى يزيد بقميصه مشقوقا وكتب إليه: وا غوثاه!إن أهل المدينة أخرجوا قومنا من المدينة[ (3) ].
قال أبو معشر: فخرج يزيد بعد العتمة، ومعه شمعتان شمعة عن يمينه، وشمعة عن يساره، وعليه معصفرتان، وقد نقش جبهته كأنها ترس، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، يا أهل الشام، فإنه كتب إلي عثمان بن محمد أن أهل المدينة أخرجوا قومنا من المدينة، ووالله لأن تقع الخضراء على الغبراء أحب إلي من هذا الخبر. قال: وكان معاوية أوصى يزيد فقال له: إن رابك من قومك ريب، أو تنقص عليك منهم أحد، فعليك بأعور بني مرة، فاستشره، يعني مسلم بن عقبة، فلما كانت تلك الليلة قال يزيد: أين مسلم ابن عقبة؟فقام فقال: ها أنا ذا. قال: عبئ ثلاثين ألفا من الخيل. قال:
وكان معقل بن سنان الأشجعي نازلا على مسلم بن عقبة. فقال له مسلم بن عقبة: إن [ (1) ]في الطبري وابن الأثير: فاطمة بنت علي.
[ (2) ]يريد عبيد الله بن زياد. وفي الطبري: قبح الله ابن مرجانة، لو كانت بينه وبينكم رحم أو قرابة ما فعل هذا بكم، ولا بعث بكم هكذا.
[ (3) ]مر في الجزء الأول (ص 231 حاشية رقم 1) أن مروان بن الحكم هو الذي أرسل الكتاب إلى يزيد، راجع نص الكتاب هناك.
صفحہ 13