وبعد توضيح دوافع الثورة كان يسألهم السؤال التالي: " أتبايعونا على هذا؟ " فإذا قالوا: نعم، وضع يد الرجل على يده فيقول: " عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله، لتفين ببيعتي، ولتقاتلن معي عدونا، ولتنصحن لنا في السر والعلانية ". فإذا قال: نعم، مسح على يده ثم قال: " اللهم اشهد ".
... وقيل لرفيق دربه في دراساته- الإمام جعفر الصادق (ع) عن الرافضة إنهم يبرؤون من عمك زيد، فقال: " برئ الله ممن برئ من عمي. كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم. والله ما ترك فينا لدنيا ولا لآخرة مثله " (1). ومن هنا يظهر مدى قوة العلاقة التي ربطت زيدا بجعفر، بعكس ما ادعاه البعض أن سبب عدم اتباع جعفر زيدا إنما كان الحسد لا سواه. وقد استفسرت الشيعة جعفرا في مبايعتها لزيد، فقال: " نعم بايعوه، فهو والله أفضلنا وسيدنا وخيرنا ".وقد أراد جعفر (ع) الخروج مع زيد (ع) لما خرج المرة الأخيرة من المدينة إلى الكوفة، وقال له: " أنا معك يا عم " . فقال له الإمام زيد: " أما علمت يا ابن أخي أن قائمنا لقاعدنا، وأن قاعدنا لقائمنا، فإذا خرجت أنا وأنت فمن يخلفنا في حرمنا؟ ". فتخلف جعفر بأمر عمه زيد، ودفع بولديه عبد الله ومحمد معه. وقال: "من قتل مع عمي زيد كمن قتل مع الحسين، ومن قتل مع الحسين كمن قتل مع علي بن أبي طالب، ومن قتل مع علي كمن قتل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم " (2).
... وقد روي أن جماعة دخلوا على زيد بن علي(ع) فسألوه عن مذهبه فقال:
صفحہ 11