وكان من سبل دعوته أن يبعث الرسل لمن يريدهم في صفه ثم يذهب لمواجهتهم أو أنه كان يرسل رسله دون أن يلتقي بمن يحتاجهم لتأييده. فكان اثنان من دعاة زيد (ع) يدخلان الناس عليه وعليهم براقع لا يعرفون موضع زيد، فيأتيان بهم من مكان لا يبصرون شيئا حتى يدخلوا فيه فيبايعونه، فأقام بالكوفة ثلاثة عشر شهرا، وكانت بيعته الني يبايع الناس عليها أنه يبدأ فيقول: " إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وإلى جهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين، وقسم الفيء بين أهله، ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب. أتبايعونا على هذا ؟" فإذا قالوا: نعم، وضع يد الرجل على يده فيقول: " عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله، لتفين ببيعتي، ولتقاتلن معي عدونا، ولتنصحن لنا في السر والعلانية ". فإذا قال: نعم، مسح على يده ثم قال: " اللهم اشهد ".
فكانت عناصر دعوته كالتالي:
1- " كتاب الله وسنة نبيه "؛ لذلك هب رجال العلم والفقهاء للنصرة وفي مقدمتهم أبو حنيفة النعمان الذي تبرع بعشرة آلاف درهم لتساند زيدا في ثورته.
2- " وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين "؛ وهذا ما دفع العديد من سكان الكوفة ممن أصابهم الضرر للبيعة لزيد (ع).
3- " وقسم الفيء بين أهله ورد المظالم "؛ فالصراع كان قائما بين أهل الشام وأهل العراق لهذا السبب، مما حدا بأهل العراق أن يلتفوا حول زيد ليساعدهم في إبقاء أموالهم وعدم إرسالها إلى الشام.
4- " ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب "؛ وهذا ما دعا الشيعة لمناصرته.
صفحہ 10