فقيل له : أنت في سنك وقدرك وأبوك جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام ، فقال ما أراك إلا شيطانا ثم أخذ بلحيته وقال : فما حيلتي إن كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لها أهلا (1) هذا وعلي بن جعفر أخ الكاظم عليه السلام والكاظم جد الجواد ، فما ذا ترى بينهما من السن ، وعلي أخذ العلم من أبيه الصادق وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا ، فلو كان علمهم بالتحصيل لكان علي اكثر تحصيلا ، أو الإمامة بالسن لكان علي اكبر العلويين سنا.
على أن الجواد قد فارقه أبوه يوم سافر الى خراسان وهو ابن خمس ، فمن الذي كان يؤدبه ويثقفه بعد أبيه حتى جعله بتلك المنزلة العلية لو كان ما عندهم عن تعلم وتأدب؟ ولم لا يكون المعلم والمثقف هو صاحب المنزلة دونه.
ومات الجواد وهو ابن خمس وعشرين سنة وأنت تعلم أن ابن هذا السن لم يبلغ شيئا من العلم لو أنفق عمره هذا كله في الطلب فكيف يكون عالم الامة ومرشدها ، ومعلم العلماء ومثقفهم ، وقد رجعت إليه الشيعة وعلماؤها من يوم وفاة أبيه الرضا عليه السلام ؟
وهكذا الشأن في ابنه علي الهادي عليه السلام ، فقد قضى الجواد وابنه الهادي ابن ست أو ثمان ، فمن الذي ثقفه وجعله بذلك المحل الأرفع؟ وكيف رجعت إليه العلماء والشيعة وهو ابن هذا السن؟ وما ذا يحسن من كان هذا عمره لو كان علمه بالكسب؟
فالصادق كسائر الأئمة لم يكن علمه كسيبا وأخذا من أفواه الرجال ومدارستهم ، ولو كان فممن أخذ وعلى من تخرج؟ وليس في تأريخ واحد من الأئمة عليهم السلام أنه تلمذ أو قرأ على واحد من الناس حتى في سن الطفولة فلم
صفحہ 134