30
ما من شك في أن بريام
31
سوف يغتبط وكذلك سوف تمتلئ قلوب أبناء بريام وبقية الطرواديين بالفرح لو سمعوا كل هذه القصة عن النزاع القائم بينكما، يا رئيسي جميع الدانيين وأرجحهم رأيا، وأعظمهم في القتال، لا يصح هذا، أصغيا إلي؛ فكلاكما أصغر مني. لقد اشتركت قبل الآن مع محاربين كانوا أفضل منكما، ولم يحدث قط أن احتقروني. ولم أر حتى الآن أمثال هؤلاء المحاربين، ولن أرى أمثال «بايريثوس» و«درواس» راعي الجيش، و«كاينيوس» و«أكساديوس» وشبيه الآلهة «بولوفيموس» و«ثيسيوس بن أيجيوس»، نظير الخالدين. كان هؤلاء أعتى جميع الرجال الذين نشئوا على وجه البسيطة، كانوا الأعتى وتقاتلوا مع الأعتى، حتى مع متوحشي القنطور
Centaurs
32
الذين جعلوا عرائنهم وسط الجبال، وأبادوهم بطريقة رائعة. كنت زميلا لهؤلاء الرجال، يوم أن جئت من «بولوس»، من بلاد نائية قصية؛ لأنهم استدعوني من تلقاء أنفسهم. فقمت بدوري في القتال كمحارب مستقل، وما كان في مقدور أحد من جميع البشر الموجودين على الأرض حاليا أن يتقاتل معهم. ومع ذلك، كانوا يستمعون إلى مشورتي ويعيرون كلامي آذانا صاغية. وكذلك أنتما يجب أن تصغيا. ومن الخير أن تصغيا: يجب عليك يا ابن أتريوس، رغم قوتك، ألا تسعى لتأخذ منه الفتاة، ولكن اتركها له غنيمة، كما أعطاه إياها أبناء الآخيين. وإياك، يا ابن بيليوس، أن تبيت العزم على النزاع مع ملك، قوة ضد قوة؛ لأن المجد الذي يهبه زوس الملك ذا صولجان ليس مجدا عاديا. فبالرغم من شجاعتك، وأن أما من الربات قد ولدتك، فإنه هو الأقوى، حيث إنه يملك على عدد أكبر. وأنت يا ابن أتريوس، اكبح جماح غضبك. لا يصح هذا، إنني أتوسل إليك أن تصرف عنك غضبك على أخيل، الذي هو لجميع الآخيين ملاذ قوي من الحرب الشريرة.»
عندئذ نهض للرد عليه أجاممنون فقال: نعم، حقا، أيها السيد العجوز، إن كل ما قلته ليتفق مع الصواب، ولكن هذا الرجل يعقد النية على أن يكون فوق جميع الآخرين. إنه يعتزم أن يتولى قيادة الجميع ويصبح ملكا على الجميع ويصدر أوامره للجميع، في حين أن هناك واحدا، على ما اعتقد، لن يطيعه، فإذا كانت الآلهة هي التي جعلته محاربا إلى الأبد، فهل تدفعه إلى التفوه بالسباب؟ ...»
عند ذلك قاطعه أخيل العظيم قائلا: «نعم لأنني سوف أحمل لقب الجبان، غير النافع، لو كنت أرضخ لك في كل أمر تأمرني به. أصدر أوامرك هذه لغيري، ولكن لا توجه إلي أي أمر، لأنني أعتقد أنني لن أطيعك بعد الآن. وسأخبرك بشيء آخر، وعليك أن تحتفظ به في قلبك: لن أتعارك بقوة الأيدي من أجل الفتاة ، معك أو مع أي شخص آخر، فإني لا أراك إلا آخذا ما سبق أن أعطيت، ولكنك لن تأخذ شيئا آخر مما أملك في سفينتي السريعة السوداء، ولن تحمله بعيدا بالرغم مني. حقا، تعال وجرب، حتى يعرف هؤلاء أيضا أن دمك القاتم سوف يسيل في الحال حول رمحي!»
ولما انتهى الخصمان من تشاحنهما بالألفاظ العنيفة، نهضا وفضا الحشد المجتمع بجوار سفن الآخيين. فذهب ابن بيليوس - أخيل - في طريقه إلى خيامه وإلى سفنه الجميلة يصحبه ابن «مينويتيوس»،
نامعلوم صفحہ