قراع السيوف ومد القسي
مصرع الرجز ومقفاه
وجمعت في النشيد الثالث والعشرين بين مصرع الرجز ومقفاه التصريع للإنشاء والتقفية للخطاب، واتبعت هذا النسق في كل النشيد المذكور.
الإلياذة والشعر العربي
الشعر القديم
لقد يعجز الباحث في تاريخ الشعر العربي أن يرجع ببحثه إلى ما وراء قرن قبل الهجرة، وإن معظم ما عزاه بعض الكتاب إلى من تقدم ذلك العهد ليس إلا من باب التخرص، فلا يصح وضعه موضع ثقة بل يجب نبذه والحكم بأنه إنما وضع لتتمة حديث أو تنميق رواية، وكأن فطرة العرب الشعرية تدفعهم إلى ترصيع كل رواية من رواياتهم بأبيات ينقلونها من حيث تيسر لهم النقل، وإن أعياهم ذلك عمدوا إلى وضع شيء مما تجود به قرائحهم؛ ولذلك كانت جميع تآليفهم مشحونة بالشواهد الشعرية مما يجوز الحكم بصحة نقله وما لا يجوز، فإذا ساغ لنا الآن أن نقول بصحة مآخذ الشعر الجاهلي الحديث من المهلهل بن ربيعة إلى زهير بن أبي سلمى، فإنه قيل في زمن كان فيه الشعر في إبانه، وسوق عكاظ في ريعانها، والحفاظ والرواة منبثون كأسلاك البرق يدونون وينقلون، ويحرصون على ادخار مسموعهم ومحفوظهم، والقراءة مألوفة والكتابة معروفة، والشعر بمنزلة يحسد عليها فيختزن اختزان الدر المنضود، ومع هذا فإن بعضه لا يخلو من النقد والشبهات، ولكن من لنا بدليل واحد يثبت صحة إسناد الشعر المروي عن شعراء القبائل البائدة، وكهانها من طسم وجديس، وعاد وثمود، ومن ذا الذي يثق اليوم مثلا أن مهدا الكاهنة هي القائلة يوم أنذرت قوم عاد بالهلاك:
إني أرى وسط السحاب نارا
تنثر من ضرامها الشرارا
يسوقها قوم على خيول
تهتف بالأصوات والصهيل
نامعلوم صفحہ