تعجبت لطلبه، فلم يرغب في مقابلتي بعيدا عن البيت والعمل؟ هل يظنني امرأة سهلة؟ هل سيحاول استغلال احتياجي العاطفي؟ أيرغب في علاقة معي؟ لا أعتقد، فنادر مختلف، ولماذا هو مختلف! أليس برجل كباقي الرجال وأنا مطلقة؛ أي مطمع لكل رجل؟ لا بد أنه طامع في علاقة معي، لن أذهب، لا بل سأذهب لألقنه درسا لن ينساه وأقطع علاقتي به.
ذهبت للمستشفى وأنا متحفزة له، وعندما دخلت المكتب فوجئت بوجود دكتور إيهاب - من كان يتابع حالتي مع نادر - الذي رحب بي، وعندها دخل نادر ومعه الأشعة وقال: أهلا مدام نهلة. - خير يا دكتور نادر، كنت عايزني ليه؟
فقال إيهاب: بصراحة الأشعة بتاعتك بينت إن عندك مشكلة. - مشكلة إيه؟
فقال نادر بهدوء: كتلة ضاغطة على المخ، ومش عارفين دي إيه، تجمع دموي مكان الوقعة، ولا ... - ولا إيه؟ مش فاهمة!
فقال إيهاب بحذر: ولا ورم، بس ماتتخضيش، مش كل ورم حاجة وحشة، ممكن يكون ورم حميد.
فقال نادر: وعشان نعرف هو إيه ونعالجه صح محتاجين نفتح ونستأصله.
تخيلت كل شيء لكني لم أتخيل أبدا أن يطلبني نادر من أجل هذا السبب. ورم! أي أني أواجه الموت، على بعد عدة خطوات طالت أو قصرت؛ فهو مرض شرس يلتهم مرضاه بضراوة. أفقت من شرودي على صوت نادر يقول: متخافيش، وأهم حاجة هنعرض كل الأشعة والتحاليل على دكتور كبير متخصص، وهو يوجهنا نعمل إيه. - أنا اللي كنت باسعى ورا الموت، ولما اقتنعت إن الحياة حلوة ولازم نعيشها ألاقي الموت هو اللي بيسعى ورايا، الدنيا دي غريبة. - أهم حاجة لازم تعرفيها إن اللي معنوياتهم عالية هم اللي بيقاوموا ويصمدوا، واحنا لسه مش متأكدين إحنا بنواجه إيه. - أنا مش خايفة من الموت، لو دا قدري إيه المطلوب مني؟
فقال إيهاب: الأول هتعرفي أهلك بهدوء، وبعد كده ناخد خطواتنا مع الدكاترة المتخصصين.
فنظرت لنادر وقلت: ممكن أطلب منك خدمة؟ - طبعا. - أنا ممكن أقول لسليم وهيفهم ويصدقني، لكن ماما مش هتصدق غيرك.
فابتسم لأول مرة وقال: أنا موافق، بس تعزموني على فنجان قهوة. - متشكرة جدا يا دكتور نادر، وشكرا يا دكتور إيهاب على تعبك معايا.
نامعلوم صفحہ