فقالت سلوى: ليه بقى؟
فقلت لها بهمس: عشان الجوازة تكمل.
فضحك طارق فقلت: عشان سليم عايز يتكلم معاكم.
دخلا للصالون وقال سليم: إحنا اتشرفنا بمعرفتكم يا طارق، إديني مهلة لآخر الأسبوع وردي هيوصلك. - أنا مسافر ومش هارجع غير يوم السبت. - مافيش مشكلة، لما ترجع اتصل بي. - طيب نستأذن إحنا.
فسلمنا عليهم وسمعته يقول لسلوى. - أجيب لك إيه من إيطاليا؟ - أيس كريم طبعا. - أنا قلت دي مجنونة رسمي.
وافق سليم على طارق وحدد له موعدا لمقابلة أبي في مكتبه وذهب معه سليم، فرحب أبي به وأعلن موافقته وتم تحديد الجمعة القادمة لإعلان الخطبة، وأصرت سلوى على أن تقام الخطبة في أحد المراكب العائمة، وحاولنا أن نعترض بأن من سيأتي متأخرا لن يحضر الخطوبة، فقالت: اللي يتأخر يتفلق، أنا عايزة أتبسط بطريقتي.
وافقها طارق وشدد على الجميع بضرورة الحضور في الموعد المحدد، وأقيم الحفل ولم تحضر يا أبي، وقلنا للجميع إنك تعرضت لوعكة صحية؛ لذا لم تحضر أنت ولا إخوتي، كم شعرت بالألم من أجل سلوى، فكل فتاة تحلم بأن يكون أبوها معها يشاركها فرحتها ويكون سندها أمام الجميع، لكنك كالعادة تخليت عنا وظلت فرحتنا منقوصة. لم تظهر سلوى ألمها لأحد، لكني كنت أشعر به، إنما غطته بصخبها وضحكاتها، وأكثر ما عوضنا وقوف أخوالي وأبنائهم وبناتهم معنا، ورقصت سلوى وطارق وسليم وكل الأصدقاء والأقارب، بينما بقيت مع أمي نرحب بالضيوف من أهلنا وأهل طارق. مرت الليلة بسلام وتمنيت أن يكون طارق تعويضا من الله لسلوى، تلك الصاخبة التي تداري آلامها بجنونها وضحكها.
في اليوم التالي وأثناء ركوبي أتوبيس الشركة فوجئت بعصام يركب معنا، فقال لي مبتسما: ماجيتيش الرحلة ليه؟ - كانت خطوبة أختي إمبارح. - مبروك عقبالك. - أمال زوبة فين؟ - زوبة مين؟ - عربيتك. - عيانة. - ألف سلامة.
وعندها نادته بعض الزميلات ليجلس معهن، فذهب وعم الضحك والصخب في الأتوبيس، لا أدري لم شعرت بالضيق، فأنا لا أهتم به وأعرف أن هذا سلوكه الدائم فلم أشعر بالضيق؟ هل ظننت أنه سيتغير من أجلي؟ ولم يتغير من أجلي وليس بيننا شيء؟! أفيقي من أحلامك وعيشي الواقع.
وضعت سماعات الموبايل في أذني واستمعت لفيروز بينما كنت أكمل قراءة إحدى الروايات، وعندما وصلنا قال عصام مشيرا للرواية: بتقري إيه؟ - رواية.
نامعلوم صفحہ