فأولد عمرو بن همدان زيدًا، فأولد زيد بتعًا الملك وإليه ينسب سدّ بتع بالخشب مما يصالي حاز من حدود حمير وهو قريب إلى شرح يحضب بن الصوار بن عبد شمس، ولم يزل الملك في عقبه، وإليه أفضى الملك بعد أبي شرح ولم يزل في عقبه إلى قيام الرائش على ما يذكر علماء همدان وعبدًا ابتقروا من بطون همدان جانبًا هم وبنو عبد إل وبنو سبع بن زيد بن أوسلة، وبنو عبد بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم فسموا عبد البقر، ويقال أنهم اجتمعوا على عبادة صنم لهم في صورة ثور، والأول من الابتقار أثبت وعفرًا أبطن ثلاثة بنو زيد.
وأولد بتع الملك ابن زيد علهان ونهفان الملكين وأمهما جميلة بنت الصوار بن عبد شمس.
وفي بعض أخبار اليمن القديمة أنه لما قحط القطر في زمان يوسف ﵇، وألحت الجراد، ساءت أحوال اليمن والحجاز ونجد، لأنها أرض معلقة لا سوح فيها، فأمر بتع ابنيه علهان ونهفان أن يكتبا للناس إلى خزنة الملك بمصر، وهو الوليد بن الريان من العماليق الأولى، فكتبا إلى العزيز بمصر وهو يوسف ﵇ في حفظ من ينتشر إليه من المسترسلين ببضائعهم ونعمهم وعروضهم وورقهم. فخرج الناس على كل صعب وذلول، وكثير من أزوادهم الجراد. فلما رآهم يوسف أوى لهم من بعد الشقة ورثى لهم من الضرة، فأمرهم باتخاذ النواضح ووصفها لهم، وعادوا فاحتفروا النواضح، فكل بئر من ذلك العهد باليمن فهي العتد العدّ التي لا تنكش ولم يزالوا يمتارون مع ذلك طول تلك المدة.
قال اللبخي: قال الحميري في كلام الحميرية وذكر خبر الأنواء: أقسمن أنجوم أبربع، ذو تغيب لو يرى سد بتع، ما بين حاز وبيت دفع ذو بمعنى لا، ولو بمعنى حتى. ذكره الحسن في التاسع من الإكليل. أي أقسمت الكواكب الأربعة وهي الصواب لا تغيب صلاة الغداة حتى يشرب سد بتع من الغيث بآذار، هذا على حد العادة.
وفي مسند بصنعاء على بعض الحجارة التي نقلت من قصور حمير وهمدان: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديمًا كان.
وخبرني أحمد بن أبي الأغر الشهابي من كندة قال: قرأت في مسند بناعط: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديمًا كان.
وحدثني محمد بن أحمد الأوساني أنه قرأ في مسند بعمران من البون دار همدان: علهن ونهفن، ابنا بتع بن همدان صحح حصن وقصر حدقان بن زيد يبن بنينا. كذلك يكتبون بحذف الألف إذا وقعت في وسط الحروف، وقفاهم المسلمون في كتابة المصاحف فطرحوا ألف الرحمن وألف الإنسن وألف السموات وكذلك علهن منقوص من علهان ونهفن منقوص من نهفان وهمدن من همدان وبنين من بنيان. هذا ما تؤديه أحرف الكتاب وإياها حكى الأوساني فأما اللفظ فعلى التمام. وكذلك يحذفون الواو الساكنة من وسط الحروف مثل مبعوث، والياء الساكنة مثل شمليل، والألف الساكنة في مثل هلال وبلال وأميال.
فأولد نهفا ريامًا ويقال ذا ريام، وإليه ينسب محفد ريام من رأس جبل ذبيان ابن عليان بن أرحب وكان يحج إلى بيت فيه في الجاهلية الجهلاء وبه آثار عجيبة وشهران الملك. فأولد شهران تألب ريم المذكور في مساند ناعط وفي مساند حمير، وإليه ينسب محما تألب بغلوة وبيت شهير من أرض البون.
فأولد تألب يطاع ويارم، وأمهما ترعة بنت بازل بن شرحبيل بن سار بن أبي شرح يحضب بن الصوّار.
وفي المسند بناعط: أوسلة رفشان، وبنوه بنو همدان، حي، عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام. أي ملكوا بأبيهم تألب عن بتع الملك شعبين مختلفين من حمير وهمدان دع حاشد. والتسلبي التجمع والمسلبي المجمّع بلغة حمير. أي قالوا على الجميع كنف حاشد فأولد ريام أنكف وشرح وأروع ويقال لهؤلاء الثلاثة ملوك شهران، وهم أخوال الحارث الرائش، أمه سلوب ابنة ريام وأمها وردة بنت حاشد ذي مرع بن أيمن بن علهان، وبهذه الولادة لآل الرائش افتخر أسعد بعلهان ونهفان مع من افتخر به من أبويه من حمير فقال:
وشمر يرعش خير الملو ... ك وعلهان ونهفان قد أذكر
وخبرني مسلمة بن يوسف بن مسلمة الخيواني قال: قرأت مسندًا على حجر في مسجد خيوان، والحجر مما اقتلع من بعض قصور الجاهلي: شرح ما، وأخوه ما، وبنوه ما، قيول شهران بنو هجر، هم متعة، بدار القلعة.
وأولد ريام بن نهفان يشيع صاحب قصر يشيع، وكلابًا بضم الكاف، ودعّان الملك الذي ينسب إليه قصر دعان.
1 / 2