ومن يام العقار بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشم بن يأم قاتل مشجعة الجعفي، وكان سبب ذلك أن بلاد يأم أجدبت فنجع العقار إلى بلاد جعف، وكان بين يأم وجعف ولث وصلة، فكانت إذا أجدبت رعت بلد يأم، وإذا أجدبت يأم رعت بلاد جعف، فلما نزل العقار بلاد جعف حال مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن عوف بن حزيم بن جعفي بن سعد بينه وبين الرعي، فقال له العقّار: فأين العهد فيما بيننا؟ قال له مشجعة: لجفنة من حيس بارد أحب إليّ من عهد يأم.. فقال له: ألا جعلته سخنًا! ثم انطلق إلى امرأة رجل من جعفي كانت تبيع الخمر، وكان يقال لزوجها ذيبان بن بادية وكان له عندها فرس مرهون على أربعة أبعرة، فضمن أن يبعث إليها بالأبعرة وسألها أن تعطيه الفرس، ففعلت، فأخذ الفرس فركبه، وقد كان بعث بماله مع خدمه، ثم أتى مشجعة ومعه حربة فطعنه بها فأخرجها من بين كتفيه فقتله، فتبادرت إليه جعفي فسبقهم ركضًا، فقال في ذلك العقّار:
لم يبق من خبر الجعفيّ باقية ... إلا الأمائر والأقطاع والدرس
ردّي إليك جمال الحي فاحتملوا ... فإنهم من نفوس القوم قد يئسوا
لما رأونا نمشي في ديارهم ... كما تمشي الجمال الجلة الشمس
مثل الليوث عدت يومًا لمعترك ... عند اللقاء وتقصيد القنا حرس
لا يسمع الصوت منا غير غمغمة ... بالبيض تضرب هامًا فوقها القنس
أما حليلة ذيبان فقد كرمت ... في الفعل منها فلم تدنس كما دنسوا
جادت بما سئلت لما رأت جزعى ... من فوق أعيط في لحظاته شوس
منحت مشجعة الجعفي مرهفة ... كأنها حين جازت صدره قبس
ظلت كرائم جعفي تطيف بها ... هيهات من طالبيه ذاك ما التمسوا
وقال أيضًا:
نحن بنو يأم ونحن الدفعهْ ... سائل بنا مقاعسًا وصعصهْ
وسيد الحي الرئيس مشجعه ... منحته ذات غرار مردعهْ
جادت له منية مفجّعة
وقد يدعي بنو نهد قتل مشجعة، والخبر ما ذكرنا. وإنما سمي العقّار لأنه شهد وقعة كانت لهمدان وبعض أعدائهم، فحلف ألا يقتل في ذلك اليوم أحدًا، فجعل كلما لقي فارسًا ضربه ضربة خفيفة حتى عقر نحوًا من ثلاثين فارسًا، فسمي في ذلك اليوم العقّار.
وأولد مذكر بن يأم هبرة ومواجد وهم الأحلاف وألغز زنة أحمر فتحالفا على ألغز. فولد مواجد الأسلوم وبغيضه وجحدبًا ورفدة، منهم عبيدة بن الأجدع من بني سلمان بن حبيب بن مواجد الفقيه، وحبيب بن مواجد ممن شهد حرب خولان، والوزّاع بن معاوية بن مالك بن أحزم بن هبيرة بن مذكر الشاعر. ومنهم الحارث بن موزع كان شريفًا. ومن يأم بيت يقال لهم آل ذي حاجة، وبنو مقاحف بطن في جنب. ومن يأم سمير الفرسان وهو مختلس خباشة عمرو بن معدي كرب، وذلك أن عمرو بن معدي كرب لما غزا خولان فدخل الحقل وفض حصن غنم وجل الأموال واجتاح الضنين، قدم تلك الغنائم مع عميه سعد وشهاب، فعرض لهما سمير في جمع من يأم فقتلهما وعدة معهما من بني زبيد وأخذ ما كان في أيديهما، فبعث عمرو إلى سمير يتوعده، فقال سمير في ذلك:
أيرسل عمرو بالوعيد سفاهة ... إليّ بظهر الغيب قولًا مرجّمًا
ليسمع أقوامًا ما ليس مقدمًا ... عليه وقد رام اللقاء فأحجما
فإن شئت أن تلقى سميرًا فلاقه ... وعجّل ولا تجعله منك تهمما
فسوف تلاقيه كميًا مدججًا ... حميمًا إذا ما همّ بالأمر صمّما
فإن تلقني أصبحك موتًا معجلًا ... كفعلي بعميك اللذين تقدما
فسوف أريك الموت يا عمرو جهرة ... فتنظر يومًا ذا صواعق مظلما
ومن يأم أيضًا أبو جسيس الجواد، وهو القائل لبعض بني عمه في شيء كان بينهم:
قل لهذين كلا زادكما ... ودعاني وأغلا حيث أغل
رب زاد قد أكلنا طيب ... بعده الشهد بألبان الإبل
ثم لم يشهده مثل لكما ... لا ولا كان لدي الزاد علل
1 / 16