عز وجل طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله . فإن قلتم إن القرآن هو الدليل على طريق المجاز ، (4445) لان الدليل هو القائم به ، والمعبر عنه ، والمبين لما فيه ، جاز ذلك على طريق المجازا فى اللغة . فأما الدليل بعيته فهو الدال به ، والقائم بما فيه ، والهادى به ، والنذير بما جاء به منه ، واستودعه من عله ، والقرآن بعينه دلالة ، ونذارة، وهدى ، وبرهان ، وبيان ولكنه لا يقوم بنفسه حتى يدل به الدليل ، وينذر به النذير ، ويهدى يه البادى ، ويبرمن به المبرهن ، ويبينه المبين ، كما ذكر الله عر وجل ذلك فى كتابه مما تلوناه ، وما لم نتله 6 ما هو مثله . ولوكان القرآن كما زعت هو الدليل على الحقيقة بعينه لكان قائما بنفسه ، ولم يحتج إلى الرسول معه ، ولا إلى أولى الأمر من بعده . وأنتم مقرون أنه لم يكن فى حيوة الرسول كذلك . وأن الدليل على ما فيه ، والمبين له ، والبادى ، والنذير يه .
والمبرهن بما فيه كان الرسول صلى الله عليه وسلم لمن كان فى عصره.
فمن أين وجب أن يكون القرآن ماديا بعينه من بعده ، مستغنيا عن قائم يقوم به مقام الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الله6 عز وجل قد أووعه شيئا أو زاد فيه ما لم يكن قبل ذلك ، أو جعلكم معاشر المدعين للقيام به خلفاء الرسول من بعده، أم أقامكم مقامه؟ فإن ادعيتم ذلك، وقد اختلفتم
صفحہ 190