============================================================
أى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ولد لي غلام أسود، فقال هل لك من ابل* قال نعم ، قال ما ألوانها؟ قال حمر، قال هل فيها من أورق*(1) قال عم ن قال فأني ذلك ؟ قال لعله نزعه (2) عرق ، قال : فلعل ابنك هذا نزعه (3) رى عندي أن هذه الوقائع ، وما أشبهها ليس فيها دلالة صريحة على أن الرسول قد توصل إلى الحكم عن طريق الاجتهاد والقياس؛ إذ يحتمل أن يكون الحكم معلوما عده عن طريق الوحي، ولكن الأسلوب الذي أبدى به الحكم كان على طريقة القياس، إرشادا للسائل إلى أن إعطاء النظير حكم نظيره مما تقتضيه العقول السليمة أان القياس طريق من طرق الوصول إلى الحكم إذا استوفى الشروط الصحيحة .
ج) إذن الرسول لأصحابه بالاجتهاد ووقوع الاجتهاد منهم : و ما يدل على أن الرسول أذن لأصحابه بالاجتهاد ما اشتهر من حديث معاذ ابان جبل، حينما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن : قال ابن القيم في " اعلام الموقعين " : وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم معاذا عل اجتهاد رآيه فيما لم يجد فيه نصا عن الله ورسوله، فقال (4) شعبة حدثي أبو عون (1) في نهايه ابن الأثير : الأورق الاسمر والورقة السمرة يقال جمل أورق وناقة ورقاء 21) نزعة عرق : أي أخرجه من ألوانها أصل " شرقاوي على الزبيدي" (3) اخرجه البخاري في الطلاق والحدود والاعتصام واخرجه مسلم في اللعان برقم (1500) .
(4) قال ابن القيم : فهذا حديث وان كان عن غير مسمين فهم أصحاب معاذ فلا يضره ذلك لأنه يدل على شهرة الحديث ، وأن الذي حدث به الحارث بن عمرو عن جماعة من أصحاب معاف لا واحد منهم، وهذا أبلغ في الشهرة من أن يكون عن واحد منهم لو سي كيف وشهرة أصحاب ماذ بالعلم والدين والفضل والصدق بالمحل الذي لا يخفى، ولا يعرف في أصحابه متهم ولا كذاب ولا جروح ، بل أصحابه من أفاضل المسلمين وخيارهم لا يشك أهل العنم بالتقل في ذلك : كيف وشعبة ححامل لواء هذا الحديث : وقد قال بعض آنمة الحديث اذا رأيت شعبة في إسناد حديث فاشدد يديك به قال أبو بكر الخطيب : وقد قيل ان عبادة أبن نسي رواء عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ ، وهذا أسناد متصل ورجاله معروفون بالثقة . على أن أهل العلم قد نقلوه واحتجوا به فوقفنا بذلك عل صحته عندهم؛ كما وقفنا على صمة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولا وصية لوارث"
صفحہ 31