الماوردي (١)، وفي تفسير الزمخشري وابن عادل (٢) أنه ﵇ انتظره سنة (٣)، ورُوِي ذلك عن ابن عباس (٤).
قلت: ولَعَلَّ ذلك كان مع تَعَاطي مَصَالحه، ومُبَاشَرَة أَسبَابِه مع ملاحظة الانتظار، والتَّطَلُّب لمجيء من وعده.
وبالجملة، فإسماعيل ﷺ لم يَعِد شيئًا إلَّا وَفَّى به. قاله بعض المحقِّقين (٥)، قال القرطبي: وهذا قول صحيح، وهو الذي يقتضيه ظاهر الآية (٦).
_________
(١) هو: أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي (٤٥٠ هـ) له تفسير أسماه: "النُّكَتُ وَالعُيُون"، يقع في ثلاثة مجلدات. ذكره الداودي في طبقاته ١/ ٤٢٨، وحاجي خليفة في الكشف ١/ ٤٥٨، ورمز له الزِّرِكْلي في الأعلام بكونه مخطوطًا ٤/ ٣٢٧.
وقد روى قصة انتظار إسماعيل ﵇ من وعده اثنين وعشرين يومًا ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ح (٤٥٨) ص ٢٣٧، وذكرها القرطبي في تفسيره ١١/ ١١٥.
(٢) هو: عمر بن علي بن عادل أبو حفص سراج الدِّين الحنبلي الدِّمشقي، مات بعد عام ٨٨٠ هـ، له تفسير كبير "اللُّبَابُ في عُلُوم الكِتَاب"، منه عدَّة نسخ خطية في الخزانة العامة بالرباط المحروسة، وفي خزانة كتاب سراي (نسخة سلطانية)، وفي دار الكتب المصرية وغيرها.
(٣) الكشاف ٣/ ٢٢.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن سفيان الثوري ٧/ ٢٤١١، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٥١٦.
(٥) قال به من أئمة التفسير كعب، ومجاهد، وابن جريج، ورواه الطبري في تفسيره ٨/ ٣٥١، والبغوي في معالم التزيل ٣/ ١٦٦، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٥١٦.
(٦) تفسير القرطبي ١١/ ١١٥.
1 / 29