بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع كان طبيبا حاذقا ابن ابن طبيب ولما ملك الواثق الأمر كان محمد بن عبد الملك الزيات وابن أبي داود يعاديان بختيشوع لسراته وظهور مروءته ونبله وحسن معرفته وكثرة وصلاته وكانا يضرمان عليه الواثق حتى نكبه وقبض أملاكه ونفاه إلى جند يسابور ولما اعتل الواثق بالاستسقاء وبلغ الشدة في مرضه أنفذ من يحضر بختيشوع فمات الواثق قبل أن يوافى بختيشوع ولما ولي المتوكل صلحت حال بختيشوع حتى بلغ في الجلالة والرفعة وعظم المنزلة وحسن الحال وكثرة المال وكمال المروءة ومباراة الخليفة في اللباس والزي والطيب والفرش والضيافات والتفسح في النفقات مبلغا يفوق الوصف. ومن أخباره أن المعتز بالله اعتل في أيام أبيه المتوكل علة من حرارة امتنع معها من أخذ شيء من الأدوية والأغذية فشق ذلك على المتوكل كثيرا واغتم لع غما شديدا فصار إليه بختيشوع والأطباء عنده وهو على حاله في الامتناع وقوة المرض فحادثه ومازحه فأدخل المعتز يده في كم جبة وشيء يماني مثقلة كانت على بختيشوع وقال ما أحسن هذا الثوب فقال له بختيشوع يا مولانا ما له والله نظير في الحسن وثمنه علي ألف دينار كل تفاحتين وخذ الجبة فدعا المعتز بتفاحتين وأكلهما فقال بختيشوع تحتاج الجبة إلى ثوب يكون معها وعندي ثوب هو أخ لها فاشرب شربة سكنجبين وخذه فشرب شربة سكنجين وأخذهما فوافق ذلك اندفاع طبيعة المعتز وبرئ وكان المتوكل يشكر هذا الفعل أبدا لبختيشوع ويعتقد به له قال بعض الرواة ومما يدل على لطف منزلة بختيشوع عند المتوكل وانبساطه لديه ما حدثنا به بعض شيوخنا قال دخل بختيشوع يوما إلى المتوكل وهو جالس على سدة في وسط دار الخاصة فجلس بختيشوع على عادته معه على السدة وكان عليه دراعة ديباج رومي وكان قد انفتق ذيلها قليلا فجعل المتوكل يحادث بختيشوع ويعبث بذلك الفتق حتى بلغ إلى حد النيفق ودار بينهما كلام اقتضي أن سأل المتوكل بختيشوع بماذا تعلمون أن الموسوس يحتاج إلى الشد والقيادة قال بختيشوع إذا بلغ في فتق دراعة طبيبه إلى حد النيفق شددناه فضحك المتوكل حتى استلقى على ظهره وأمر له في الوقت بخلع حسنة ومال جزيل وكان بختيشوع يهدي البخور ومعه في درج آخر فحم يتخذ له من قضبان الكرم والأترج والصفصاف المرشوش عليه عند إحراقه ماء الورد المخلوط بالمسك والكافور وماء الخلاف والشراب العتيق ويقول أنا أكره أن أهدي بخورا بغير فحم فيفسده فحم العامة ويقال هذا عمل بختيشوع وقال الكتوكل يوما لبختيشوع ادعني قال نعم وكرامة فأضاف المتوكل وكان الوقت صائفا واطهر من التجمل والثروة وأنفق في الإضافة ما أعجب المتوكل والحاضرين واستكثر المتوكل لبختيشوع ما رآه من نعمته وكمال مروءته فانصرف من داره وأخذ شيئا وجده من ثياب بدنه وحقد عليه ونكبه بعد أيام يسيرة فأخذ له مالا كثيرا ووجد له في جميع كسوته أربعة آلاف سراويل ديبقي في جميعها يكك أبريسم أرمني وحضر الحسين بن مخلد فختم على خزانته وحمل إلى دار السلطان ما صلح منها وباع شيئا كثيرا وبقي بعد ذلك خطب وفحم ونبيذ وأمثال ذلك فاشتراه الحسين بن مخلد بستة آلاف دينار وذكر أنه باع من جملته باثنتي عشرة ألف دينار ثم حسده حمدون ووشى إلى السلطان وبذل فيما بقي في يده مما ابتاعه ستة آلاف دينار فأجيب إلى ذلك وسلم إليه فباعه بأكثر من الضعف وكان هذا في سنة أربع وأربعين ومائتين للهرة وتوفي بختيشوع يوم الأحد لثمان بقين من صفر سنة ست وخمسين ومائتين ولما توفي خلف عبيد الله ولده وخلف معه ثلاث بنات وكان الوزراء يضادونهم ويطالبونهم بالأموال فتفرقوا وسأذكر حديث عبيد الله بن بختيشوع وبختيشوع هذا كان طبيبا مشهورا في وقته وكان من أطباء المتقي وكان هو وعلي ابن الراهبة وأتوش وثابت ب سنان بن ثابت مشتركين في طب المتقي.
بختيشوع بن يحيى من بني بختيشوع كان طبيبا حاذقا خدم المقتدر الخليفة واختص به وارتفعت منزلته لديه واشترك في طبه هو وسنان بن ثابت بن قرة الصابي والد ثابت بن سنان صاحب التاريخ ولم يكن في أطباء المقتدر أخص به من هذين.
حرف التاء المثناة
في أسماء الحكماء
تينكلوش البابلي وربما قيل تنكلوشا والأول أصح هذا أحد السبعة العلماء الذين رد إليهم الضحاك البيوت السبعة التي بينت على أسماء الكواكب السبعة وقد كان عالما في علماء بابل وله تصنيف وهو كتاب الوجوه والحدود كتاب مشهور بين أيدي الناس موجود.
صفحہ 48