وذكر بعض أهل العلم بالتاريخ أنه كان أقدم من أرشميدس وغيره وهو من الفلاسفة الرياضيين وأما كتابه في أصول الهندسة فقد نقله الحجاج بن يوسف بن مطر الكوفي نقلين أحدهما يعرف بالهاروني وهو الأول والنقل الثاني هو المسمى بالمأموني وعليه يعول ونقله إسحاق بن حنين وأصلحه ثابت بن قبرة الحراني ونقل أبو عثمان الدمشقي منه مقالات قال ابن نديم رأيت منها العاشرة بالموصل في خوانة علي بن أحمد العمراني واحد علمائه أبو الصقر القبيصي ويقرأ عليه المجسطي في زماننا هذا يعني سنة سبعين وثلاثمائة وحل شكوك هذا الكتاب ايرن وشرحه النيريزي ولرجل يعرف بالكرابيسي سيمر ذكره في أثناء هذا التصنيف إن شاء الله تعالى شرح لهذا الكتاب وللجوهري شرح هذا الكتاب من أوله إلى آخره وتمر أخبار الجوهري أيضا وللماهاني شرح المقالة الخامسة من الكتاب وذكر نظيف المتطبب أنه رأى المقالة العاشرة من إقليدس رومية وهي نزيد على ما في أيدي الناس أربعين شكلا والذي بأيدي الناس مائة وتسعة أشكال وإنه عزم على إخراج ذلك إلى العربي وذكر يوحنا القس أنه رأى الشكل الذي ادعاه ثابت في المقالة الأولى وزعم أن له في اليوناني وذكر نظيف أنه أراه إياه ولأبي حفص الحارث الخراساني وسيمر ذكره في شرح كتاب إقليدس ولأبي الوفاء البوزجاني شرح هذا الكتاب ولم يتمه وفسر أبو القاسم الأنطاكي الكتاب كله وقد خرج وهو موجود بين أظهر الطلبة وكان سند ابن علي قد فسره وأتى منه على تسع مقالات وبعض العاشرة وفسر العاشرة أبو يوسف الرازي وجوده لابن العميد وذكر الكندي في رسالته في أغراض كتاب إقليدس أن هذا الكتاب ألفه رجل يقال له لبلينس النجار وأنه رسمه خمسة عشر قولا فلما تقادم عهد هذا الكتاب فأهمل تحرك بعض ملوك الإسكندرانيين لطلب علم الهندسة وكان على عهده إقليدس بإصلاح هذا الكتاب وتفسيره ففعل وفسر منه ثلاثة عشر مقالة فنسبت إليه ثم وجد بعد ذلك ابسقلاؤس تلميذ إقليدس مقالتين وهما الرابعة عشر والخامسة عشر فأهداهما إلى الملك فانضافتا إلى الكتاب وكل ذلك بالإسكندرية ولأبي علي الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري نزيل مصر شرح مصادرات هذا الكتاب وله أيضا ذكر شكوك هذا الكتاب والجواب عن الشكوك ورأيت شرح المقالة العاشرة لرجل يوناني قديم اسمه بليس وقد خرجت إلى العربي وملكتها بخط ابن كاتب حليم وهي عندي والحمد لله ورأيت شرح العاشرة للقاضي أبي محمد بن عبد الباقي البغدادي الفرضي المعروف بقاضي البيمارستان وهو شرح جميل حسن مثل فيه الأشكال بالعدد وعندي هذه النسخة بخط مؤلفها والحمد لله وحده.. وذكر أبو الحسن القشيري الأندلسي رحمه الله أن لبعض الأندلسيين شرحا لهذا الكتاب وسماه وأنسيته وكان قوله هذا لي في البيت المقدس الشريف في شهور سنة خمس وتسعين وخمسمائة. ولإقليدس كتب متعددة صنفها منها غير هذا الكتاب كتاب الظاهرات كتاب اختلاف المناظر كتاب المعطيات كتاب النغم ويعرف بالموسيقى متحول كتاب القسمة إصلاح ثابت كتاب الفوائد منحول كتاب القانون كتاب الثقل والخفة كتاب التركيب منحول كتاب التحليل منحول.
اليانوس الروماني هذا شيخ من شيوخ يونان ذكره جالينوس وادعى أنه شيخه وقال لم يكن له تطبب في العلم سماه شيخه وحكي عنه أنه قال أصاب أهل أنطاكية مرة من الزمان وباء شديد عمها وجلب على أهلها مرضا حادا سريعا فأهلك أناسا كثيرا حتى صار أطباؤها وسلاطينها إلى الفزع والخوف وأن رجالا من أهل العلم أشاروا على أهل البلد في العلاج بالدرياق والكنف عما سواه من الأدوية كلها فشربه الناس عن آخرهم فأما من شربه بعد حصول المرض في جسمه فإن منهم من تخلص من مرضه ومنهم من هلك وأما الذين شربوه قبل حلول المرض بهم فإنهم تخلصوا من المرض بأسرهم.
ارشميدس الحكيم الرياضي يوناني كان بمصر وبها حقق علمه وأخذ عن المصريين أنواعا من فنون الهندسة لأنهم كانوا قائمين بها من قديم وله كتب جميلة جليلة.. وحكى لي الخطيب أمين الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر بن عبد الباقي الأباني لعثمان الأموي القفطي وكان أجمل من رأيت نباهة وفضلا وبلاغة ومشاركة قال أدركت جلة المشايخ من أجلاء بلادنا وهم مجمعون على أن الذي أردم أراضي أكثر قرى مصر وأسس الجسورة المتوصل بها من قرية إلى قرية في زمن النيل هو ارشميدس فعل ذلك لبعض ملوكها وسببه أن أكثر القرى بمصر كان أهلها إذا جاء النيل تركوها وصعدوا إلى الجبال المقابلة لها فأقاموا بها إلى أن يذهب النيل خوفا من الغرق وإذا أخذ النيل في النقص نزل كل قوم إلى أراضيهم وشرعوا في الزرع فكان ما تطامن من الأرض يمنعهم ما انحبس فيه من الماء عن الوصول إلى ما علا فلا يوصل إليه إلا بعد جفافه فلا يمكن زرعه فيذهب بذلك مغل كثير ولما علم ارشميدس بذلك في زمنه قاس أراضي أكثر القرى على أعلى ما يكون من النيل وأردم ردوما وبنى عليها القرى وعمل الجسورة ما بين القرى وفي أوساط الجسورة قناطر ينقذ الماء منها من أرض قرية إلى أخرى فزرع مل واحد منهم الزرع في وقته من غير فوات ووقف من كل ضيعة أرضا معينة يصرف مغلها في كل سنة إلى إصلاح ههذ الجسورة فهي إلى الآن معلومة ولها ديوان مفرد بمصر يعرف بديوان فدن الجسورة وعليها احتراز كثير وعناية كثيرة وأعرف وأنا طفل وفد أضيفت هذه الجهة بالأعمال الشرقية من جوف مصر إلى والدي رحمه الله نظرا وله نواب وسمان ومشدون وكان العمل فيها أتعب من جميع الأعمال وصنف ارشميدس مصنفات عدة في هذا النوع وما يتنصل به مثل. كتاب المسبع في الدائرة وكتاب مساحة الدائرة. وكتاب الكرة والاسطوانة. وكتاب تربيع الدائرة مقالة. وكتاب الدوائر المتماسة مقالة. وكتاب المثلثات مقالة. وكتاب الخطوط المتوازية. وكتاب المأخوذات في أصول الهندسة. وكتاب المفروضات مقالة. وكتاب خواص المثلثات القائمة الزوايا مقالة. وكتاب ساعات آلات الماء التي ترمى بالبنادق مقالة.
وذكر محمد بن إسحاق النديم في كتابه قال أخبرني الثقة أن الروم أحرقت من كتب ارشميدس خمسة عشر حملا قال ولذلك خبر يطول شرحه ولم يذكر الخبر بطوله.
أوميرس الشاعر اليوناني كان هذا الرجل من رجال يونان الذين عانوا الصناعة الشعرية من أنواع المنطق وأجادها وجاءه أتابو الماجس فقال اهجني لأفتخر بهجائك إذ لم أكن أهلا لمذبحك فقال له لست فاعلا ذلك أبدا قال فإني أمضي إلى رؤساء اليونانيين فأشعرهم بنكولك قال أوميرس مرتجلا بلغنا أن كلبا حاول قتال أسد بجزيرة قبرص فامتنع عليه أنفة منه فقال له الكلب إنني أمضي فأشعر السباع بضعفك قال له الأسد لأن تعيرني السباع لتكون عني مبارزتك أحب إلي من أن ألوث شاربي بدمك.
صفحہ 33