اخبار العلماء بأخبار الحكماء

ابن القفطي d. 646 AH
104

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

تحقیق کنندہ

إبراهيم شمس الدين

ناشر

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

ایڈیشن نمبر

الأولى 1426 هـ - 2005 م

والخادم فإذا نظرت إلي قصد ملوك الروم وموضع جالينوس ثم نظرت إلى فضل أمير المؤمنين ومنزلك يكون نسبة منزل جالينوس إلى منزل ملك الروم مثل نسبة منزلك إلى منزل أمير المؤمنين وكان جبرائيل أحيانا يعجب مني لكثرة السؤال والاستقصاء فيه ويمدحني به عند مولاي إبراهيم بن المهدي وأحيانا يغضب حتى يكاد يطير غيظا فقال لي وما معنى ذكرك النسبة فقلت أردت بذكر النسبة أنها لفظة يتكلم بها حكماء الروم وأنت رئيس تلامذة أولئك الحكماء فأردت التقرب إليك بمخاطبتك بألفاظ أستاذيك

وإنما معنى قولي نسبة دار جالينوس إلى دار ملك الروم مثل نسبة دارك إلى دار أمير المؤمنين أنها إن كانت دار جالينوس مثل نصف أو ثلث أو ربع أو خمس أو قدر من الأقدار من دار ملك الروم هل يكون قدرها من دار ملك الروم مثل قدر دار من دار أمير المؤمنين أو أقل فإن دار أمير المؤمنين إن كانت فرسخا فقدر دارك عشر فرسخ ثم أن دار ملك الروم أن كانت عشر فرسخ ودار جالينوس عشر عشر فرسخ كان قدر دار جالينوس من دار ملك الروم مثل مقدار دارك من أمير المؤمنين.. قال قدر ما عاينته من ذلك بكثير فقلت له أتخبر عما أسأل فقال لست آبي عليك فقلت إنك قد أخبرت عن صاحبك أنه كان أنقص مروءة منك فغضب وقال إن عيش جبرائيل وبختيشوع أبيه وجورجيس جده لم يكن من الخلفاء فقط وإنما كان من الخلفاء وولاة العهد وإخوة الخلفاء وعمومتها وقرابتها ووجوه مواليها وقوادها وكل ملك الروم ففي ضنك من العيش وقلة ذات يد فكيف يمكن أن أكون مثل جالينوس ولم يكن له متقدم نعمة لأن أباه كان زراعا وصاحب أجنة وكروم فكيف يمكن من كان معاشه من أهل هذا المقدار أن يكون مثلي ولي أبوان قد خدما خلفاء وأفضلوا عليهما وأفضل عليهما غيرهم ممن هو دونهم وقد أفضل علي الخلفاء ورفعوني من حد الطب إلى المعاشرة والمسامرة وأنه ليس لأمير المؤمنين أخ ولا قرابة ولا قائد ولا عامل إلا وهو يداريني إن لم يكن مائلا بمحبته إلي وشاكرا لي على علاج ومحضر جميل حضرته له ووصفته وصفا حسنا عند الخليفة فنفعته وكل واحد من هؤلاء يفضل علي ويحسن إلي وإذا قدر داري من دار الخليفة على جزء من عشرة أجزاء وكان قدر دار جالينوس من دار ملك الروم على قدر جزء من مائة جزء فهو اعظم مني مروءة فقال له إبراهيم بن المهدي أرى حدتك على إبراهيم مولاي إنما كانت لأنه قدمك في المروءة على جالينوس فقال أجل والله لعن الله من لا يشكر النعم ولا يكافئ عليها بكل ما أمكنه أي والله إني لأغضب أن أساوي بجالينوس في حالة من الحالات وأشكر على تقديمه علي في كل الحالات فاستحسن ذلك منه إبراهيم بن المهدي وأزهر استصوابه له وقال هذا لعمري الذي يحسن بالأحرار والأدباء فانكب جبرائيل على قدم أبي إسحاق إبراهيم بن المهدي يقبلها فمنعه من ذلك وضمه إليه. ما معنى قولي نسبة دار جالينوس إلى دار ملك الروم مثل نسبة دارك إلى دار أمير المؤمنين أنها إن كانت دار جالينوس مثل نصف أو ثلث أو ربع أو خمس أو قدر من الأقدار من دار ملك الروم هل يكون قدرها من دار ملك الروم مثل قدر دار من دار أمير المؤمنين أو أقل فإن دار أمير المؤمنين إن كانت فرسخا فقدر دارك عشر فرسخ ثم أن دار ملك الروم أن كانت عشر فرسخ ودار جالينوس عشر عشر فرسخ كان قدر دار جالينوس من دار ملك الروم مثل مقدار دارك من أمير المؤمنين.. قال قدر ما عاينته من ذلك بكثير فقلت له أتخبر عما أسأل فقال لست آبي عليك فقلت إنك قد أخبرت عن صاحبك أنه كان أنقص مروءة منك فغضب وقال إن عيش جبرائيل وبختيشوع أبيه وجورجيس جده لم يكن من الخلفاء فقط وإنما كان من الخلفاء وولاة العهد وإخوة الخلفاء وعمومتها وقرابتها ووجوه مواليها وقوادها وكل ملك الروم ففي ضنك من العيش وقلة ذات يد فكيف يمكن أن أكون مثل جالينوس ولم يكن له متقدم نعمة لأن أباه كان زراعا وصاحب أجنة وكروم فكيف يمكن من كان معاشه من أهل هذا المقدار أن يكون مثلي ولي أبوان قد خدما خلفاء وأفضلوا عليهما وأفضل عليهما غيرهم ممن هو دونهم وقد أفضل علي الخلفاء ورفعوني من حد الطب إلى المعاشرة والمسامرة وأنه ليس لأمير المؤمنين أخ ولا قرابة ولا قائد ولا عامل إلا وهو يداريني إن لم يكن مائلا بمحبته إلي وشاكرا لي على علاج ومحضر جميل حضرته له ووصفته وصفا حسنا عند الخليفة فنفعته وكل واحد من هؤلاء يفضل علي ويحسن إلي وإذا قدر داري من دار الخليفة على جزء من عشرة أجزاء وكان قدر دار جالينوس من دار ملك الروم على قدر جزء من مائة جزء فهو اعظم مني مروءة فقال له إبراهيم بن المهدي أرى حدتك على إبراهيم مولاي إنما كانت لأنه قدمك في المروءة على

صفحہ 110