بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رفع مقام طالب حديث رسوله فجعله عليا، وأعز قدر من انقطع إليه وسلك سبيلا حسنا وطريقا جليا، ووضع من شذ عن هداه واتبع هواه وكان للشيطان وليا، سبحانه من إله وفق من شاء لاتباع سنته وهداه صراطا سويا.
أحمده على فضله المتصل العالي، وأشكره على إنعامه المتواتر المتوالي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله خالق السموات والأرض، شهادة أدخرها ليوم الحساب والعرض.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المرسل رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا، ورؤوفا رحيما بالمؤمنين وسراجا منيرا، الذي بعثه بشرع ناسخ لشرائع من تقدمه وليس بمنسوخ، ورفع أعلامه وخصه بخير أمة وجعل بعثه للساعة علامة، وخفض أعداء دينه بإشارة: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين بالحق لا يضرهم من خذلهم إلى يوم القيامة)).
صفحہ 19
صلى الله وسلم عليه وعلى آله المكرمين الأفراد، المطهرين من الأرجاس والعلل القادحة بين العباد، وعلى أصحابه الجهابذة الثقات أئمة الاقتداء، الذين لا يبحث عن عدالتهم فهم نجوم الاهتداء، الطالعون في أفق الملة المحمدية كالبدور، الذين تسلسل صحيح فضلهم فليس بغريب ولا منكور، ما سال في وجنات الطروس عذار السطور، وعطرت الحدائق نفحات الزهور.
أما بعد:
فإن فضل علم الحديث مستفيض مشهور، وشرفه على سائر العلوم بكل لسان مذكور، كيف لا؟ وأعظم مدار الأحكام الشرعية -العملية والاعتقادية- على الحديث: متنا وإسنادا، وضبطا وإتقانا وانتقادا، وهو العلم الذي لا يتركه إلا كل ملحد جاحد، والفن الذي لا يحتاج متابعه إلى نصب البراهين وإقامة الشواهد، والسبيل الأحمد الذي لا يشك مسلم في إنارته، والمسلك الموطأ الذي لا يرتاب عاقل في استقامته.
قد ورد الحث على الاعتناء به في قول سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام: ((نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها))، رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه وقال: حسن صحيح، وابن حبان في ((صحيحه))، والحاكم في ((مستدركه)) عن جبير بن مطعم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي ، عن زيد بن ثابت.
صفحہ 20
وفي رواية صحيحة: ((نضر الله امرءا سمع منا حديثا فأداه عنا كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع)).
وفي أخرى حسنة: ((نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه))، رواه الترمذي في ((جامعه))، والضياء المقدسي في ((المختارة)) عن زيد بن ثابت.
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع، كما أخرجه الشيخان في ((الصحيحين)): ((ليبلغ الشاهد منكم الغائب)).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((بلغوا عني ولو آية)).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم)).
رواهما البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
صفحہ 21
فلهذا كان علم الحديث أولى ما بذلت في تحصيله الهمم العوالي، وأعلى ما تصرمت في طلبه الأيام والليالي، لا سيما إذا حصلت روايته بالأسانيد العالية، والطرق الشريفة السامية، حرصا على بقاء سلسلة الإسناد التي هي من خصائص هذه الأمة المحمدية إلى يوم التناد.
قال الإمام أحمد رحمه الله: ((طلب الإسناد العالي سنة)).
وقال الإمام محمد بن أسلم: قرب الإسناد قربة إلى الله تعالى.
وقال الإمام عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
وقال بعض السلف: إن السند كالسيف للمقاتل.
لا سيما وقد حكى الحافظ أبو بكر ابن خير اتفاق العلماء على أنه لا يصح لمسلم أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، حتى يكون عنده ذلك القول مرويا ولو على أقل وجوه الروايات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، وفي بعض الروايات: ((من كذب علي)) مطلقا بدون تقييد.
صفحہ 22
وإليه أشار الحافظ العراقي في ((ألفية المصطلح)) بقوله:
قلت ولابن خير امتناع ... جزم سوى مرويه إجماع
ومن فضائل حملة الحديث:
ما روي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قيل له: يا أبا عبد الله، من الفرقة الناجية التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكر افتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية؟ فقال: هم أصحاب الحديث، الذين يحفظون على الأمة شرائعهم وسنن نبيهم.
وروي عنه أيضا أنه قيل له: من الأبدال؟ فقال: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فما أدري من هم؟
وروى عبد الله بن إسحاق عنه أيضا نحو هذا، وفيه أنه قال: إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فلا أعرف لله أبدالا؟
وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو يعقوب البويطي: سمعت الشافعي يقول: إذا رأيت صاحب حديث فكأني رأت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو بمنزلته.
صفحہ 23
وقال أيضا: قال لنا الشافعي: جزاهم الله عنا خيرا؛ إنهم حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا فضل. يعني المحدثين.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من عظم أصحاب الحديث عظم في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن حقرهم سقط من عين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإن أصحاب الحديث أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن النظم في ذلك ما وجد بخط أبي المعالي هبة الله الشيرازي:
رواة أحاديث الرسول عصابة ... بهم يثبت الإسلام والدين والدنيا
فلولاهم لم يبد للدين منصب ... ولم يك بين الناس حكم ولا فتيا
وللحافظ الجلال السيوطي في ذلك:
من كان من أهل الحديث فإنه ... ذو نضرة في وجهه نور سطع
إن النبي دعا بنضرة وجه من ... أدى الحديث كما تحمل واستمع
وقلت:
رواة حديث المصطفى لهم الفخر ... وفي أفق العليا هم الأنجم الزهر
هم حفظوا أخباره وحديثه ... ففاز لهم قدح وضاع لهم نشر
وفي الوجه منهم بهجة ونضارة ... بدعوة خير الخلق فيما روى الحبر
صفحہ 24
عليهم تحيات من الله دائما ... بروح وريحان يفوح لها عطر ومما اختص به أصحاب الحديث، ولم يشاركهم فيه سواهم:
أن الله تعالى يرزقهم ملكة نورانية يقذفها الله تعالى في قلوبهم، يقتدرون بها على تمييز كلام النبي صلى الله عليه وسلم من غيره، ويحصل لهم ذلك كما قال ابن دقيق العيد: بكثرة محاولة ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا مما أكرمهم الله تعالى به.
قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي: إن الحديث المنكر يقشعر منه جلد طالب الحديث، وينفر من قلبه في الغالب.
وقال الربيع بن خثيم: إن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره.
هذا، وإن من طرق الرواية الإجازة، على مذهب من قال بذلك وأجازه، وهم جمهور المحدثين، واستقر عليه عملهم، وأوجبوا العمل بها.
وهي تنوب لطالبها مناب السماع، وفيها للراغب في نشر السنة الشريفة نوع اتساع؛ فلهذا ثابر على تحصيلها ذوو الهمم العلية، وحرص على نيلها الموفقون أرباب الشيم الزكية، من كل تحرير برع في طلب العلوم، وجمع المنطوق منها والمفهوم، حتى امتطى من درجات الكمال ذروتها وسنامها، وكشف عن وجوه مخدرات الحقائق لثامها.
صفحہ 25
وإن ممن أكرمه الله بهذه الكرامات، وجمع فيه هذه المزايا ومنحه هذه المقامات، وظهرت عليه أنوار التوفيق وعلامات السعادة، وأشرقت في أسرته بوارق الفضل ولوائح السيادة، وبذل علي همته في اكتساب الفضائل، وصرف نقد عمره في اجتناء المحامد واجتناب الرذائل: الأديب اللوذعي الكامل، والهمام الألمعي الفاضل، أخي في الله الشيخ علي ابن الشيخ مصطفى، المعروف بابن الدباغ، الحلبي الشافعي سلمه الله.
فإنه هاجر من حلب إلى دمشق، وكانت هجرته إلى الله ورسوله، وجعل بها الاشتغال بالعلوم ديدنه، إذ كانت جل مطلوبه ومأموله، وقطنها برهة من الزمان، قرين تحصيل، وزميل تفريع وتأصيل، مع ما اتصف به من براعة ساد بها وزاد حساده غما، ويراعة فاق بها أقرانه نثرا ونظما:
هذا وليل الشباب الجون منسدل ... فكيف حين يجيء الليل بالسرج
وقلت متمثلا:
أعيذه فاضلا بالله ما سمعت ... بمثله أذني ولا رأت عيني
صحيح لفظ وخط قال حاسده ... كأنه الجمع ما بين الصحيحين
فنظر إلي بعين الرضا، وعين الرضا عن كل عيب كليلة، وراج على نقده مزجى بضاعتي القليلة، والتمس مني أن أجيزه بمروياتي، وأبيح له رواية مقروءاتي ومسموعاتي.
فقدمت في ذلك رجلا وأخرت أخرى، ثم رأيت امتثال أمره أولى، وقبول إشارته أحرى، فأجبته إلى ما التمس من ذلك، مستمدا الفتح من القدير المالك.
صفحہ 26
وأجزت له أن يروي عني جميع ما قرأته وسمعته ورويته -بسماع أو عرض أو مناولة أو إجازة خاصة أو عامة أو مكاتبة- إجازة عامة مطلقة مما يجوز لي وعني روايته من العلوم الشرعية، وهي: علم التفسير والحديث والفقه والعقائد السنية، وآلاتها كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والقراءات والفرائض والحساب والمنطق وغيرها.
وأذنت له أن يروي ذلك ويقيده بالشرط الصحيح المعتبر عند أهل الحديث والأثر.
وأخبره -أدام الله سموه، وحقق له من الخيرات مرجوه- أني أخذت
العلم دراية ورواية عن جهابذة فخام، وأئمة أعلام، وسادة كرام، منهم:
- شيخ الإسلام مفتي السادة الحنابلة بدمشق الشام الإمام المحدث
المسند، الخاشع، الناسك، الهمام، الشيخ محمد أبو المواهب ابن العلامة المحدث الفقيه الشيخ عبد الباقي الحنبلي الأثري، رحمهما الله تعالى، وضاعف عليهما إنعامه ووالى.
حضرت دروسه بالجامع الأموي المعمور، وبحجرته دار الحديث داخل مشهد المحيا بالجامع المرقوم، ودرسه بين العشائين بالجامع أيضا.
وسمعت منه: الحديث المسلسل بالأولية، وأنا صغير.
صفحہ 27
وقرأت عليه من فن المصطلح ((شرح ألفية العراقي)) لشيخ الإسلام زكريا، و((شرح النخبة)) لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر، ومن فن القراءات والتجويد ((شرح الجزرية)) لشيخ الإسلام زكريا، وشرحها لابن مصنفها، و((القواعد البقرية)) و((الشاطبيتين)) مع مطالعة شروحهما، وسورة البقرة إفرادا للقراء السبعة، وجمعا لأهل سما والقرآن العظيم جمعا للقراء السبعة.
وأجاز لي ما يجوز له وعنه روايته، وبالإفتاء والتدريس.
ومن شيوخه: شيخ الإسلام النجم الغزي عم جدي، والشيخ محمد ابن بدر الدين البلباني الصالحي، والمنلا إبراهيم بن حسن الكوراني المدني، والشيخ علي الشبراملسي المصري، والشيخ محمد بن محمد الأسطواني الدمشقي، والشيخ العلامة إبراهيم بن منصور الفتال، والشيخ نجم الدين الفرضي، والشيخ صفي الدين أحمد القشاشي المدني، والشيخ علي القبردي الصالحي، والشيخ خير الدين الرملي الحنفي، وغيرهم.
- ومنهم: العالم العلامة المحقق، والحبر البحر الفهامة المدقق،
العارف بالله تعالى، صاحب المقام الأنسي والمشهد القدسي، الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي، ابن الإمام العلامة فخر العلماء الأعلام الشيخ إسماعيل ابن الشيخ عبد الغني، فسح الله في أجله، وأدام النفع بعلمه وعمله.
حضرت دروسه التفسيرية بالمدرسة السليمية بصالحية دمشق.
صفحہ 28
وقرأت عليه كتبا كثيرة، منها: ((مغني اللبيب)) لابن هشام، إلا أوراقا يسيرة من آخره، وحصة كبيرة من ((مختصر المعاني والبيان))، وعرضت عليه ((الجامع الصغير من حديث البشير النذير)) للجلال السيوطي، و((السيرة النبوية)) للشيخ العلامة نور الدين علي الحلبي ثم القاهري، وسمعت منه نحو ثلثي ((صحيح البخاري))، وذلك من أوله إلى كتاب التفسير، وأجازني بما يجوز له روايته وبمصنفاته الكثيرة الحافلة.
ومن شيوخه: النجم الغزي، والشيخ علي الشبراملسي، والشيخ عبد الباقي الحنبلي، والشيخ محمد الأسطواني، والشيخ محمد المحاسني وغيرهم.
- ومنهم: العالم العلامة، والحبر المحقق الفهامة، السيد الشريف
برهان الدين إبراهيم ابن المرحوم العلامة السيد محمد بن السيد كمال الدين محمد بن حمزة الحسيني، نقيب السادة الأشراف بدمشق، روح الله روحه، وأجزل فتوحه.
حضرت درسه بداره في ((صحيح البخاري)) مرتين أو ثلاثا، وأجازني بمروياته.
ومن شيوخه: والده المرقوم الشيخ عبد الباقي الحنبلي، والشيخ محمد البطنيني، والشيخ إبراهيم الفتال وغيرهم.
- ومنهم: المحقق العلامة، والمدقق الفهامة، الخاشع الناسك
القانت ولي الله، المنلا إلياس أبو إبراهيم الكردي الكوراني الشافعي، نزيل دمشق، أدام الله أدام الله أيام حياته، وأعاد علينا من بركاته.
أجاز لي رواية مروياته، ومصنفاته.
صفحہ 29
- ومنهم: شيخنا بالمكاتبة، الإمام العالم العلامة، العمدة
الرحلة الحجة، الفهامة، الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن علي النخلي المكي الصوفي الشافعي، تغمده الله برحمته.
- ومنهم: شيخنا أيضا بالمكاتبة، العالم العلامة الفقيه، والحبر
العمدة المحدث النبيه، الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد البديري الشافعي الشهير بابن الميت، مفتي ثغر دمياط، أطال الله بقاءه، وأدام في المعالي ارتقاءه.
- ومنهم: شيخنا خاتمة الفقهاء والمحدثين، وإمام الجهابذة
المسندين، المعمر الأوحد، والقدوة الأمجد، مولانا الشيخ أبو عبد الرحمن محمد ابن المرحوم الشيخ علي الكاملي الدمشقي الشافعي، حفظه الله تعالى.
ولنكتف بذكر هؤلاء السادة عن ذكر من سواهم من مشايخنا الكرام،
روما للاختصار في الكلام، ونتبرك بإيراد شيء من أسانيدنا بالقرآن العظيم، والكتب الستة التي هي دواوين الإسلام، وغيرها من كتب العلوم المتداولة في أيدي الأنام، فنقول:
قرأت القرآن العظيم جميعه من طريقي الشاطبية والتيسير على
صفحہ 30
شيخنا المرحوم الشيخ أبي المواهب محمد الحنبلي رحمه الله قال: قرأته على والدي الشيخ عبد الباقي الحنبلي من طريق الشاطبية والتيسير أيضا قال: قرأته على شيخ الإقراء بالديار المصرية الشيخ عبد الرحمن اليمني قال: قرأته على والدي الشيخ شحاذة اليمني قال: أخذته عن الشيخ ناصر الدين محمد الطبلاوي، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الشيخ عثمان الزبيدي المصري، عن الحافظ أبي الخير شمس الدين محمد بن محمد الجزري، عن عبد الرحمن ابن الشيخ شمس الدين البغدادي، عن محمد بن عبد الخالق الشهير بابن الصائغ، عن علي بن شجاع صهر الشاطبي، عن الإمام ولي الله أبي القاسم بن فيره بن أبي القاسم الرعيني الشاطبي، عن أبي الحسن علي بن هذيل، عن أبي داود سليمان الأموي، عن الحافظ المقرئ أبي عمرو الداني صاحب التيسير.
قال أبو عمرو:
أما رواية شعبة: فقرأت بها على أبي الفتح فارس بن أحمد، وهو على أبي الحسين عبد الباقي، وهو على إبراهيم البغدادي، وهو على يوسف بن يعقوب الواسطي، وهو على شعيب الصريفيني، وهو على يحيى بن آدم، وهو على شعبة، وهو على عاصم.
وأما رواية حفص: فقال الداني: حدثنا بها أبو الحسن طاهر بن غلبون قال: حدثنا بها أبو الحسن الهاشمي الضرير المقرئ قال: حدثنا بها أبو العباس أحمد بن سهل الأشناني قال: قرأت على أبي عبيد بن الصباح قال: قرأت على حفص.
وقال حفص: قرأت على عاصم، وهو على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وزر بن حبيش، وهما على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، وهم قرؤوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأسانيد بقية القراء معلومة في كتاب التيسير وغيره.
صفحہ 31
وأما المسلسل بالأولية:
فحدثني به شيخنا المرحوم الشيخ أبو المواهب وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به والدي الشيخ عبد الباقي وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا به القدوة المعمر الشيخ عبد الرحمن البهوتي الحنبلي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به الشيخ جمال الدين يوسف ابن شيخ الإسلام، زكريا الأنصاري وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به والدي شيخ الإسلام وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا شيخ الإسلام والحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني، قال: أخبرنا الإمامان الحافظان شيخ الإسلام زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي وصهره نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي وهو أول حديث سمعته منهما متفرقين، قالا:
حدثنا الصدر أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي وهو أول حديث سمعناه من لفظه، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا والدي أبو صالح المؤذن وهو أول حديث سمعته منه، قال:
صفحہ 32
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي النيسابوري وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا به سفيان بن عيينة وهو أول حديث سمعته من سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )).
صفحہ 33
هذا حديث حسن مشهور، تفرد به الإمام أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالي، عن عمرو بن دينار، وهما ممن يحتج بأفرادهما، وأما أبو قابوس فتابعي محله الصدق وليس بالمشهور، ولم يروه سواه، ولا رواه عنه سوى عمرو بن دينار، ولم يروه عن عمرو غير سفيان، وعنه اشتهر، والمشهور من تسلسله في الأمصار هذا القدر الذي ذكر.
قال الحافظ ابن حجر في ((شرح النخبة)): قد يقع التسلسل في معظم الإسناد، كحديث المسلسل بالأولية؛ فإن السلسلة تنتهي فيه إلى سفيان بن عيينة فقط، ومن رواه مسلسلا إلى منتهاه فقد وهم.
صفحہ 35
وأما المسلسل بالفقهاء الشافعية:
فنرويه عن شيخنا محدث الديار المكية الشيخ أحمد النخلي الشافعي، قال: أخبرنا العلامة الشمس محمد البابلي الفقيه الشافعي، قال: أخبرنا الفقيه نور الدين علي بن يحيى الزيادي الشافعي، قال: حدثنا الشهاب أحمد بن محمد الرملي الفقيه الشافعي، عن إمام الفقهاء شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي، قال: أخبرنا شيخ الإسلام علم الدين صالح ابن شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني الشافعي، إذنا عن والده السراج البلقيني الشافعي، قال: أخبرنا شيخ الإسلام المجتهد الحبر تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي، قال: حدثنا الإمامان الحبران شيخ الإسلام تقي الدين علي بن وهب ابن دقيق العيد القشيري الشافعي والحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي، قالا:
صفحہ 36
حدثنا الإمام الحافظ الفقيه زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشافعي قراءة عليه، قال: أخبرنا الفقيه الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي الشافعي قراءة عليه غير مرة، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة السلفي الشافعي، قال: أخبرنا الإمام إلكيا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الهراسي الشافعي، قال: أخبرنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني الشافعي، قال: أخبرنا والدي الشيخ أبو محمد الشافعي، قال: أخبرنا الفقيه الكبير القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري الشافعي، قال: حدثنا الفقيه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم الشافعي، قال: ثنا الربيع بن سليمان الفقيه الشافعي، قال الإمام الحبر البحر المجتهد أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي إمام كل شافعي: عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرقا، إلا بيع الخيار)).
هذا حديث صحيح، أخرجه الشيخان وأبو داود، والنسائي من طريق مالك.
وأخبره أعزه الله بعزه وجعله في كنفه وحرزه أني:
أروي ((صحيح الإمام الحافظ الناقد الحجة أبي عبد الله محمد بن)
إسماعيل بن إبراهيم البخاري الجعفي))، من طرق عديدة بأسانيد عالية مفيدة.
منها: روايتي له عن شيخنا محدث الشام الشيخ محمد بن علي الكاملي فسح الله في أجله، إجازة عن العم الشيخ نجم الدين الغزي، عن والده شيخ الإسلام بدر الدين أبي البركات محمد الغزي إجازة خاصة، قال:
صفحہ 37
أخبرنا به الشيوخ الأئمة: والدي شيخ الإسلام رضي الدين أبو الفضل محمد، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وشيخ الإسلام برهان الدين ابن أبي شريف المقدسي، والحافظ أبو الفتح محمد بن محمد بن علي المزي العوفي الإسكندري نزيل دمشق.
قال الأول: أخبرني والدي العلامة القاضي رضي الدين أبو البركات محمد إجازة، قال: أنبأنا والدي شيخ الإسلام شهاب الدين أبو نعيم أحمد الغزي العامري، قال: حدثنا قاضي غزة علاء الدين علي بن خلف بن كامل سماعا عليه لجميع الصحيح، قال: أخبرنا محدث الدنيا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة الصالحي الحجار.
وقال الثاني والثالث والرابع: أخبرنا به شيخ الإسلام أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني -قال شيخ الإسلام زكريا: قراءة عليه لجميعه، وقال الأخيران: سماعا لمعظمه وإجازة لسائره-.
قال: أنبأنا به العفيف أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد النشاوري المكي، والنجم أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن رزين الحموي ثم المصري، والصلاح أبو علي محمد بن محمد بن علي الزفتاوي، والمسند برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي الشامي الضرير، والعلاء أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن أبي المجد الدمشقي، قالوا كلهم: أخبرنا به أبو العباس الحجار، عن أبي عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي الحنبلي سماعا، عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي سماعا، عن جمال الإسلام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن مظفر الداوودي سماعا، عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي سماعا، عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري، قال:
صفحہ 38
أنبأنا به مؤلفه الحافظ أبو عبد الله البخاري سماعا عليه مرتين، مرة بفربر سنة ثمان وأربعين ومائتين، ومرة ببخارى سنة خمسين ومائتين.
وبسنده قال: حدثنا الحميدي عن سفيان عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
قال الإمام أبو زكريا يحيى النووي في كتاب ((الأذكار)): هذا حديث صحيح متفق على صحته، مجمع على عظم موقعه، وقد كان السلف وتابعوهم من الخلف يستحبون استفتاح المصنفات بهذا الحديث؛ تنبيها للمطالع على حسن النية، واهتمامه بذلك واعتنائه به.
قال الإمام أبو سليمان الخطابي: كان المتقدمون من شيوخنا يستحبون تقديم هذا الحديث أمام كل شيء ينشأ ويبتدأ من أمور الدين؛ لعموم الحاجة إليه في جميع أنواعه، انتهى.
وأروي ((صحيح الإمام الحافظ الحجة الرحلة أبي الحسين مسلم بن)
الحجاج بن مسلم بن كوشاذ القشيري النيسابوري)) رضي الله عنه:
صفحہ 39