إليها وحملهم عليها ولسار بهم سيرا سجحا (1) لا يكلم حشاشه (2) [ خشاشه ] ولا يكل سائره (3) ولا يمل راكبه ولأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه ولأصدرهم بطانا ونصح لهم سرا وإعلانا ولم يكن يتحلى من الدنيا بطائل ولا يحظى منها بنائل غير ري الناهل وشبعة الكافل ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ).
ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهر عجبا : ( وإن تعجب فعجب قولهم ) ليت شعري إلى أي سناد استندوا وإلى أي عماد اعتمدوا وبأية عروة تمسكوا وعلى أية ذرية أقدموا واحتنكوا (4) ( لبئس المولى ولبئس العشير ) و ( بئس للظالمين بدلا ) استبدلوا والله الذنابى بالقوادم (5) والعجز بالكاهل (6) فرغما لمعاطس (7) قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون؟! أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملء القعب دما عبيطا (8) وذعافا مبيدا هنالك ( يخسر المبطلون ) ويعرف الباطلون غب (9) ما أسس الأولون ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا واطمأنوا للفتنة جاشا وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم وبهرج شامل واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا وجمعكم حصيدا فيا حسرتى لكم وأنى بكم وقد عميت عليكم ( أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ).
قال سويد بن غفلة فأعادت النساء قولها عليها السلام على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين وقالوا يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر قبل أن يبرم العهد ويحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره فقالت عليها السلام إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصيركم.
صفحہ 109