375

العبادي فلم يزل يقطين في حفرها حتى مات أبو جعفر ولم يستنبط منها الماء وأخبر المهدي بذلك فقال له احفر أبدا حتى يستنبط الماء ولو أنفقت عليها جميع ما في بيت المال.

قال فوجه يقطين أخاه أبا موسى في حفرها فلم يزل يحفر حتى ثقبوا ثقبا في أسفل الأرض فخرجت منه الريح قال فهالهم ذلك فأخبروا به أبا موسى.

فقال أنزلوني قال فأنزل وكان رأس البئر أربعين ذراعا في أربعين ذراعا فأجلس في شق محمل ودلي في البئر فلما صار في قعرها نظر إلى هول وسمع دوي الريح في أسفل ذلك فأمرهم أن يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم ثم دلى فيه رجلا في شق محمل فقال ايتوني بخبر هذا ما هو.

قال فنزلا في شق محمل فمكثا مليا ثم حركا الحبل فأصعدا فقال لهما :

ما رأيتما؟

قالا أمرا عظيما رجالا ونساء وبيوتا وآنية ومتاعا كله ممسوخ من حجارة فأما الرجال والنساء فعليهم ثيابهم فمن بين قاعد ومضطجع ومتكئ فلما مسسناهم إذا ثيابهم تتفشى شبه الهباء ومنازل قائمة قال فكتب بذلك أبو موسى إلى المهدي فكتب المهدي إلى المدينة إلى موسى بن جعفر يسأله أن يقدم عليه فقدم عليه فأخبره فبكى بكاء شديدا وقال يا أمير المؤمنين هؤلاء بقية قوم عاد غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم هؤلاء أصحاب الأحقاف.

قال فقال له المهدي يا أبا الحسن وما الأحقاف؟ قال الرمل.

وحدث أبو أحمد هانئ بن محمد العبدي (1) قال : حدثني أبو محمد رفعه إلى موسى بن جعفر عليه السلام قال : لما أدخلت على الرشيد سلمت عليه فرد علي السلام ثم قال يا موسى بن جعفر خليفتان يجيء إليهما الخراج؟

فقلت يا أمير المؤمنين أعيذك بالله ( أن تبوء بإثمي وإثمك ) فتقبل الباطل من أعدائنا علينا فقد علمت بأنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أما علم ذلك عندك؟ فإن رأيت بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله أن تأذن لي أحدثك بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال قد أذنت لك

راجع رجال الكشي ص 367 والجزء الثاني من سفينة البحار ص 252.

صفحہ 389