8- تعامله مع تلاميذه: على الرغم من أنه كان يحب طلبة العلم كثيرا إلا أنه يختبرهم قبل أن يقبلهم تلاميذا له، وذلك ليتعرف على صدق عزمهم في طلبه، وهي طريقة اتبعها كثير من أهل العلم عندما كان طلابه كثيرين، وذلك خوفا من إضاعة الوقت أو خوفا من تضييع العلم مع من لا يقوم بواجبه، فكان يتخير من الطلاب من يتصفون بالصبر والمثابرة والتواضع والوفاء والاستقامة (¬1) .
9- كما أن الشيخ سعيد لم يكن متقوقعا، أو يحصر نفسه على معرفة أبواب معينة من الفقه كما هو حال بعض المتفقهين بل كان يتمتع بثقافة شمولية وطول باع في ميادين العلم والفكر (¬2) .
سابعا: مكانته وجهوده وثناء العلماء عليه:
كان الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي يتمتع بمكانة عالية، وسلطة سياسية واجتماعية ودينية (¬3) ، وذلك بسبب رسوخه في علوم الشريعة واللغة العربية، واتصافه بشخصية قيادية جذابة يحبه من يعرفه، ولا غرو فقد كان يحمل في نفسه هم الدعوة إلى الله، كما وقد حباه من توفيق لسلوك طريق أهل التقوى والورع (¬4) ، فأقر العلماء له بالفضل وتقربوا إلى الله بمناصرته كما تسابق طلبة العلم إلى مصاحبته وخدمته (¬5) .
وقد نال هذه المكانة-كذلك-نتيجة لجهوده المتعددة وأهمها:
أ- التدريس: فقد استقدم الطلاب وأنفق عليهم وبذل ما في وسعه في سبيل تربيتهم، وقد نجح في هذا المجال أيما نجاح حيث تخرج على يديه عدد كبير من العلماء والدعاة والقادة الأفذاذ، فكان لهم التأثير البالغ على مجرى الحياة السياسية والاجتماعية في عمان (¬6) .
¬__________
(¬1) الراشدي،(قراءات في فكر الخليلي)، ص 125.
(¬2) لاندن، (عمان منذ 1859م)، ص 275. وكذلك: (قراءات في فكر الخليلي)، ص 15.
(¬3) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 241.
(¬4) الراشدي،(قراءات في فكر الخليلي)، ص 144.
(¬5) المرجع السابق، ص 144.
(¬6) أنظر: مبحث"تلاميذه: بالفصل الثاني من الدراسة.
صفحہ 50