ويزكيكم ويعلمكم الكتب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.
ولما كان المال الذي يخرجه صاحب الزكاة شيئا يرى فى الوقت الذى يخرجه، والعلم بنفسه لا يظهر ولا يرى دون العلماء الذين هم حملته، كان خراج زكاة العلم إقامة الأمناء والهداة ليكون كل واحد منهم زكاة من فوقه على من دونه. فصار الرسول صلى الله عليه وعلى آله زكاة الحدود الروحانية العلوية، والوصى زكاة الرسول، والأئمة زكاة الوصى، واللواحق زكاة الإمام، والأجنحة زكاة اللاحق. 8 وأصل الزكاة من التزكية، وهي التطهير. قال الله جل ذكره: خذ من أمو لهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم،9 كذلك الأنفس يكون لها بإقامة الأمناء وباستفادة علومهم طهارة وصفوة للبلوغ إلى الدرجات المقدرة ها. ولما اختلفت [234] مراتب الأمناء والوكلاء أضيف إلى كل منصوب من الزكاة ما يليق به ويماثله ليكون التأويل محققا له.
وجملة ما يخرج من الأموال على أربعة أوجه : كالزكاة،10 والصدقات، والأعشار ، والأخماس. أضيف كل واحد منها إلى أصل من الأصول الأربعة. فالزكاة11 مضافة إلى السابق، إذ هو منصوب أمر الله لإفادة من دونه. والصدقات على التالى الذي هو صدقة يصدق بها السابق على الجسمانيين،
صفحہ 250