175

افتخار

الإفتخار

اصناف

ذكره على تيسير هذا الحد الشريف الذى لولاه لبطلث منافع الخلقة من البدء3 إلى الانتهاء، 32 فقد أضفنا إلى قضائها بالجوارح شكرا لله تعالى ذكره على هذه الموهبة العظيمة. ولما كان الناس ذوي النقص عن بلوغ الكمال، ليسوا كلهم على حالة واحدة، بل تتفاوت الحال بينهم. فيكون فيهم العلماء وأهل البصيرة [227] والتمييز، وفيهم الجهال الذين لا بصيرة لهم ولا تمييز. لم يجب فى قضية العقل وحكم السياسة أن يكون تبليغه إلى الجميع تبليغا واحدا، بل يجب أن يكون التبليغ على وجهين: وجه ظاهر، ينتفع به الكل من العالم والجاهل؛ ووجه أمثال تحتها حقائق، لا ينتفع بها إلا العلماء الحكماء فى أيامه والناشئون بعده في دوره. فوجب عليه إقامة من يفتح المغلقات المودعة تحت الأمثال المضروبة ويحلها تحليلا عقليا.

فألزم الخلق إقامة صلاة العصر وأمر بالمحافظة عليها. فإذا قضينا صلاتنا33 العصر عازمين على شكر الله تعالى ذكره على هذه الموهبة، إذ لم يهملنا ولم يتر كنا في عمياء مظلمة، بل أقام فينا من أنار جواهرنا بتأويله وشرح 35 حقائقه، فقد قضينا ما على جوارحنا من قضاء [228] هذه الفريضة وما على نفوسنا من شكر هذه الموهبة. ولما علم المصطفى صلى الله عليه وعلى آله بتأييد الله عز وجل إياه أن الوصى لا يبقى بعده المدة التي يمكنه تبليغ التأويل إلى من ينشأ بعده فى دوره من أهل البصيرة والتمييز، وعلم أن ظلمة الجهل تعلو على

صفحہ 245