منهمر. وفجرنا الأرض عيونا فالتقى آلمآء على أمر قد قدر. وحملنه[ 197] على ذات ألواح ودسر. تجرى بأعيننا جزآء لمن كان كفر. 52 ولما وجب أن تتبع الأنفس فى أفعالها الطبائع53 وقد عمت هذه الثلاثة الأبدان5 المتكونة منها، أعنى من الطبائع، وجب أن يظهر مثلها في الأنفس. فاصرف55 اسم السماء إلى الناطق واسم الأرض إلى الأساس لوجود التماثل والتشاكل بينهما من الوجه الذي ذكرناه، فاعرفه إن شاء الله.
ومثله الجبال، فإنها تصرف إلى ما يماثلها ويشاكلها ليحققها تأويلها، كتسبيح الجبال في قوله: وسخرنا مع داوود آلجبال يسبحن والطير وكنا فعلين.561 فأي تسبيح يتوهم من الجبال، وأي تسخير وقع للجبال مع داود عليه السلام، إن كان الجبال هى الجبال المعروفة عندنا ? فإنها مستقرة في أما كنها ومواضعها، غير زائلة عنها، وداود يتحرك وينتقل من مكان [198] إلى مكان. فاحتجنا إلى تأويل يحقق تسبيح الجبال وتسخيرها لداود عليه السلام. فنظرنا إلى الجبال فوجدناها ثابتة فى الأرض كالأعلام يقصدها المارة(5 ويستدلون بها على لمسالك، وفيها تتولد الجواهر المنعقدة والمذابة ، ولا تخلو من العيون المنفجرة58 فيها. فشبهنا 59 الحجج المنصوبين في الجزائر بالجبال، إذ كل
صفحہ 224