العلوم الحقيقية في أنفس المرتادين وعلى تأويله استقرت الأنفس. فهذا وجه تسميتنا الأساس أرضا باستواء معناه بمعنى الأرض الجسمانية. وكثيرا ما يوجد [ 188) هذا في ألفاظ الرسول وكلام العرب، أعني صرف الشيء إلى غيره إذا ستوى المعنيان، كما قال الرسول20 صلى الله عليه وعلى آله في بعض الأخبار: رويدك سوقك بالقوارير. والقوارير معروفة عند العرب اسمها، واستعملها الرسول صلى الله عليه وعلى آله في هذا الموضع مكان النسوة تشبيها بسرعة انخداعهن كما يسرع انكسار القوارير، وله نظائر كثيرة.
وهكذا قوله جل ثناؤه : قل سيروا فى الأزض فانظروا كيف بدا الخلق ثم الله ينشي النشاة الآخرة.1 فلو كان أمره تعالى ذكره بالسير في الأرض، هذه الأرض الجسمانية الغليظة، ليوقف بها على كيفية بدء الخلق ومعرفة النشأة الآخرة، لكان من ذلك حصول هذا العلم والظفر بهذه المعرفة للفيوج 22 الذين لا يفترون عن السير في الأرض، وليس الأمر كذلك. [189] وإذا صرف23 الأمر إلى الأرض الروحانية التى هى العلم كان تأويله : قل سيروا في العلم وطلبه واستفادته من أربابه، فإذا ظفرتم به استبان لكم كيفية بدء الخلق ومعرفة النشأة الآخرة.
صفحہ 218