ودخلنا البيت، وتقبلت أمي أبي ضاحكة كما لو كانت تتقبل طفلا قد عاد بعد أن اشترى لعبة، وضحك أبي ودخل ناشطا إلى سريره ونام.
واستيقظت في الصباح فوجدتهما؛ أبي وأمي، يشربان القهوة، وأبي يقص عليها ما رأى وما سمع في المساء السابق، وكان في نشوة واضحة وفي طرب لا يكاد يطيقه.
ودخلت إلى غرفتي لألبس ملابسي استعدادا للخروج، ولكني قبل أن أخرج قصدت إلى أبي حيث كنت قد تركته، ولكني وجدت أنه قد آوى إلى فراشه.
وقالت أمي إنه قال إنه يريد أن يرتاح.
وخرجت مطمئنا، ولكن لم أكد أسير خطوات حتى أحسست كأن سيفا يقطع رأسي ويقول: أبوك.
ووقفت وأنا أرتعش، ثم هرولت عائدا إلى البيت، وما إن دخلته حتى سمعت صراخ أمي: يا حبيبي.
ووقفت أمام جثمان أبي وأنا جامد أخرس، ثم نطقت، وقلت: الحمد لله! لقد سمع أمس صوت الشيخ سلامة.
الفصل السابع عشر
رؤيا
ما أغرب هذه الحياة! الناس يقولون إن الزوجة تفرح عندما تموت حماتها، ولكن «رؤيا» تصف حماتها في النعي بأنها أمها!
نامعلوم صفحہ