189

فضلا، ولا رافع عنه نقصا وذما، وقد يحوي المكان البر والفاجر، والمؤمن والكافر، والكامل والناقص، والحيوان والجماد، والبهيمة والانسان، وقد ضم مسجد النبي صلى الله عليه وآله الذي هو أشرف من الغار المؤمنين وأهل النفاق، وحملت السفينة البهائم وأهل الايمان من الناس، ولا معتبر حينئذ بالمكان، ومن اعتقد به فضلا لم يرجع في اعتقاده ذلك إلى حجة عقلية ولا عبارة ولا سمع ولا قياس، ولم يحصل بذلك إلا على ارتكاب الجهالات. فإن تعلقوا بقوله تعالى: { إن الله معنا } فقد تكون { معنا } للواحد كما تكون للجماعة، وتكون للموعظة والتخويف كما تكون للتسكين والتبشير، وإذا احتملت (1) هذه الاقسام لم تقتض فضلا، إلا أن ينضم إليها دليل من غيرها وبرهان، وليس به مع التعلق بها أكثر من ظاهر الاسلام. فصل فأما الحجج منها على ما يوجب نقص أبي بكر وذمه، فهو قوله تعالى فيما أخبر به من نهي نبيه صلى الله عليه وآله لابي بكر عن الحزن في ذلك المكان، فلا يخلو أن يكون ذلك منه على وجه الطاعة لله سبحانه لما نهاه النبي صلى الله عليه وآله عنه، ولا لفظ له في تركه، لانه صلى الله عليه وآله لا ينهى عن طاعات ربه، ولا يؤخر عن قربه.

---

(1) في ب، ح، م: اختلفت

--- [ 191 ]

صفحہ 190